كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن تل أبيب تسعى لتجنب التصادم المباشر مع أنقرة في الملف السوري، من خلال اقتراح غير معلن لتقاسم مناطق النفوذ داخل سوريا، يتضمن بقاء إسرائيل في المنطقة العازلة بالجولان، مقابل توزيع متوازن للأدوار بين قوى إقليمية ودولية، أبرزها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا.
قلق إسرائيلي من تمدد تركي بعد سقوط الأسد
في تحليل مطول، أشار المحلل العسكري رون بن يشاي إلى تصاعد "القلق الأمني" داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية، على خلفية ما وصفه بالتحركات التركية المكثفة في الشمال السوري بعد انهيار نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي. ولفت إلى أن أنقرة تحاول استغلال الفراغ السياسي لتقديم نفسها كقوة بديلة عبر بناء محور سني يمتد في المنطقة، في مواجهة النفوذ الإيراني الشيعي.
ضربات إسرائيلية ورسائل مشفّرة إلى أنقرة
تحدث بن يشاي عن أربع غارات إسرائيلية استهدفت قواعد جوية سورية، من بينها مطار T4، جاءت بعد يوم من تصريحات نارية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. واعتُبرت هذه الضربات بمثابة تحذير مباشر من تل أبيب ضد إدخال أنظمة دفاع جوي ورادارات متطورة بدعم تركي.
تل أبيب تضع "الطموحات العثمانية" تحت المجهر
التحليل وصف السياسة التركية تجاه سوريا بأنها جزء من مشروع "العثمانية الجديدة"، يتمثل في إنشاء قواعد عسكرية في عدة دول، مع طموحات للسيطرة على خطوط الطاقة في شرق المتوسط. وتحذر إسرائيل من تحول الجيش السوري الجديد إلى قوة تابعة لتركيا، ما قد يكرر سيناريوهات مثل "حماس" في غزة أو "حزب الله" في لبنان.
الهلال السني في مواجهة الهلال الشيعي
ترى إسرائيل أن أنقرة تسعى لتشكيل محور "سني إخواني" يمتد من شمال سوريا وصولاً إلى الضفة الغربية وغزة، وهو ما تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها الاستراتيجي، خاصة إذا تزامن ذلك مع نشر أنظمة دفاع جوي تركية قد تحدّ من حرية التحرك الإسرائيلي في الأجواء السورية.
خارطة نفوذ جديدة... بموافقة ضمنية
بحسب الصحيفة، فإن المقترح الإسرائيلي يتضمن تقسيماً غير رسمي لمناطق النفوذ: تركيا في الشمال، روسيا على الساحل، إسرائيل في الجنوب، وأمريكا في الشرق السوري الغني بالنفط. وتُركت باقي المناطق قيد الإدارة المؤقتة إلى حين بلورة تسوية شاملة.
تفاهم مع تركيا رغم التوترات
ورغم التباين الأيديولوجي، يرى المحلل أن إسرائيل قادرة على التفاهم مع أنقرة بفضل العلاقات الاستخباراتية والاقتصادية المستمرة، وعضوية تركيا في حلف الناتو، وهو ما يختلف جذرياً عن العلاقة مع إيران.
ملف سوريا على طاولة نتنياهو وترامب
ويختم التحليل بالإشارة إلى أن ملف التمدد التركي في سوريا سيكون من أبرز القضايا المطروحة خلال القمة المقبلة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب الملف النووي الإيراني وقضية الأسرى في غزة.