الخميس, 7 أغسطس 2025 06:21 PM

مكتبة الأطفال في اللاذقية: أكثر من ١٢ ألف كتاب ومساحة للإبداع والتعلّم التفاعلي

مكتبة الأطفال في اللاذقية: أكثر من ١٢ ألف كتاب ومساحة للإبداع والتعلّم التفاعلي

لم تعد مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية مجرد مكان تقليدي للقراءة، بل تحولت إلى صرح حضاري يواكب التطورات الحديثة ويسهم في بناء جيل قادر على التعامل مع التكنولوجيا المستقبلية. تضم المكتبة أكثر من 12 ألف كتاب، وتوفر خدماتها القرائية والاستعارة بشكل شبه مجاني، لتلبية احتياجات الأطفال واليافعين من عمر 3 إلى 18 عامًا.

تعتبر المكتبة واحة ثقافية ومعرفية بفضل قصصها المتنوعة وأركانها المتعددة، وهي مخصصة لتنمية مهارات الأطفال وإثراء عقولهم بالمعرفة. تسعى المكتبة لتكون مركزًا متكاملًا للتعلّم التفاعلي، حيث يقصدها الأطفال من مختلف الأعمار.

مكتبة تفاعلية

أكدت المديرة التنفيذية للجمعية في اللاذقية، فاطمة شحرور، أن المكتبة هي أول مكتبة تفاعلية عامة للأطفال في سوريا، وهي مكان يجمع بين التعليم والترفيه. توفر المكتبة بيئة مثالية تجمع بين المعرفة والتطبيق العملي، وتضم أقسامًا متنوعة تستهدف مختلف الفئات العمرية من الأطفال واليافعين. يتم تنظيم ورش عمل منتظمة في مجالات الرسم، والكتابة، والمسرح، واللغة.

وأضافت شحرور أن لديهم ركنًا للطفولة المبكرة (3-6 سنوات) مناسبًا لأعمارهم، حيث تكون الكتب قليلة الارتفاع وإسفنجية، وتحتوي على كلمات وصور كبيرة يسهل على الطفل الوصول إليها، مما يخلق حالة تفاعلية ممتعة. كما يوجد قسم للطفولة المتوسطة (7-10 سنوات) يضم مجموعة غنية من الموسوعات التي ترضي فضول الطفل في هذا العمر، مثل (الكواكب والنجوم والأرض وجسم الإنسان والفضاء)، بالإضافة إلى القصص المتنوعة. ويضم قسم اليافعين (12-18 سنة) روايات وكتب الخيال العلمي، بالإضافة إلى قسم خاص للمرافقين والأهالي والزوار يحتوي على كتب تعنى بالثقافة العامة والتربية، حيث يمكن للمرافقين استعارتها أيضًا.

وأشارت شحرور إلى أن أغلب الكتب باللغة العربية، وقسم منها باللغة الإنجليزية. كما يحتوي الركن التفاعلي على شطرنج ونادي العلوم ومسرح الدمى وفعاليات مختلفة. تتوفر بطاقة استعارة رمزية عن كامل العام بقيمة 10 آلاف ليرة، تمكن الطفل من قراءة الكتب واستعارتها لقراءتها في المنزل.

وأوضحت شحرور أن التشجيع على القراءة يتم من خلال المبادرات والفعاليات ومعارض الكتاب، وكان أول معرض متخصص عرضته الجمعية في عام 2018، وتضمن الإصدارات الخاصة بالأطفال على مستوى سوريا.

توجّه للأنشطة

أكدت المديرة التنفيذية أن أنشطة المكتبة تشهد إقبالًا متزايدًا من الأهالي الذين وجدوا فيها فرصة ثمينة لتطوير مهارات أطفالهم خارج الإطار المدرسي. فالأنشطة لا تقل أهمية عن غيرها، خاصة في فصل الصيف، حيث يحتاج الطفل إلى مكان آمن وثقة، وهذا ما بنته الجمعية خلال سنوات طويلة. الأنشطة متنوعة وتناسب أغلب الشرائح العمرية من 3 إلى 18 عامًا، وهي ترفيهية موجهة يكتسب من خلالها الأطفال الصغار المهارات (تآزر بصري وحركي وتوازن وخبرات).

وأضافت أن هناك أنشطة تعليمية تحاول الجمعية أن تكون حاضرة بشكل دائم، وتواكب التطور المعرفي للأطفال، مثل الرسم والشطرنج، ونادي الروبوت والبرمجة واللغة الإنجليزية. ولفتت شحرور إلى توجه الأهالي لهذه الأنشطة، وهذا ما تم لمسه عند العديد من الأطفال وأسئلة الأهالي المتكررة حول تلك الأنشطة.

ثلاثة مراكز

نوهت شحرور بالاحتفالات التي تقيمها الجمعية في المناسبات لتعريف الطفل عليها، إذ تقام الأنشطة في المراكز الثلاثة: المركز الرئيسي في المركز الثقافي، ومركز ضاحية بسنادا، ومركز الطفولة المبكرة في سكن الشباب (دار)، الذي يخدم الشريحة من 3 إلى 5 سنوات، وهو نادٍ شتوي تعليمي، وفي الصيف نادٍ تعليمي ترفيهي يعتمد على تزويد الطفل بالمهارات والخبرات اللازمة لهذا العمر بطريقة تفاعلية عن طريق اللعب بعيدًا عن المنهاج والكتاب، وهذا يلبي احتياج الطفل في هذا العصر (أوراق عمل، أغنية، لعبة). وأكدت أن النشاطات التي تقدمها الجمعية للأطفال تكون مدروسة، إذ يقدم صاحب الفكرة فكرته والتفاصيل عن الشريحة العمرية والهدف منها والنشاط، ويتم متابعة سير تحقيق الهدف منها.

تعليم البرمجة

ما يلفت النظر في السنوات الأخيرة هو إدخال برامج تعليم البرمجة والروبوت إلى أنشطة المكتبة، لتصبح رائدة في هذا المجال على مستوى المحافظة. بينت المديرة التنفيذية أن مشروع الروبوت والبرمجة والذكاء الاصطناعي مطروح في الجمعية منذ ثلاث سنوات، وأطفال نادي الروبوت مستمرون حتى الآن، ووصلوا بمشاريع الذكاء الاصطناعي وحققوا مشاركات على مستوى البلد وخارجها أون لاين، كما حققوا مراكز متقدمة بالتعاون مع نادي جينيوس المختص بهذا المجال، وهناك إقبال ملحوظ من قبل الأهالي على هذه الأنشطة.

ولفتت إلى أنه لا يتم تعليم الأطفال فقط كيف يصنعون روبوتًا أو يبرمجون لعبة بسيطة، بل يزرع فيهم طريقة التفكير المنطقي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، وهذه المهارات ستكون أساس مستقبلهم الأكاديمي والمهني.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: