الثلاثاء, 19 أغسطس 2025 06:54 AM

من القامشلي إلى الطرقات: كهربائي سيارات يحول ورشته إلى خدمة متنقلة

من القامشلي إلى الطرقات: كهربائي سيارات يحول ورشته إلى خدمة متنقلة

في حي جمعايا بمدينة القامشلي، انطلق الشاب ثامر الداود، المولود عام 1994، لتحقيق حلمه بعد أن اضطرته ظروف الثورة السورية عام 2013 لترك دراسة علم الاجتماع في عامه الثالث. لم يستسلم ثامر، بل قرر البحث عن مهنة شريفة، فوجد شغفه في كهرباء السيارات.

بدأ ثامر رحلته بالالتحاق بورشة المعلم نوبار كريكوريان، الذي لم يبخل عليه بعلمه وخبرته. بعد فترة من التدريب، افتتح ثامر ورشته الخاصة، لكنه سرعان ما أدرك أن حاجة الناس تتجاوز حدود الورشة. فكثيرًا ما كان يتلقى اتصالات لإصلاح السيارات في المنازل أو على الطرقات، مما ألهمه فكرة الورشة المتنقلة.

قام ثامر بتجهيز مولد صغير وبدأ بالتنقل في شوارع القامشلي وأسواقها، لإصلاح الأعطال البسيطة مثل تبديل الغطاس، وإصلاح المرشات، ومعالجة الفيوزات المحترقة، أو إعادة تشغيل الجرارات الزراعية المتعطلة في الحقول. وبذلك، وفر على الناس الوقت والمال، ومنحهم شعورًا بالأمان لوجود من يساعدهم في أي وقت.

لم يكن الطريق خاليًا من التحديات، حيث عانى ثامر من نقص في الأدوات ومركبة مجهزة. وعندما أعلنت منظمة "تمكين الشباب" عن فتح باب التسجيل للمشاريع الريادية، تقدم ثامر بفكرته، التي لاقت استحسان المنظمة، فحصل على الدعم اللازم لتطوير ورشته.

منذ حوالي ثمانية أشهر، أصبح ثامر معروفًا في أحياء القامشلي، حيث يستقبل يوميًا حالتين أو ثلاث، ويتنقل بين الأسواق والطرقات، ويقدم خدماته مقابل مبلغ بسيط يضاف إلى تكلفة الإصلاح، يتراوح بين 30 إلى 50 ألف ليرة سورية.

يطمح ثامر إلى تأسيس شركة متكاملة للصيانة المتنقلة، تضم سيارات مجهزة بكوادر متخصصة في الميكانيك الحديث، وأعمال الدوزان، وإصلاح الإطارات، لتقديم خدمة طارئة على مدار الساعة. بالنسبة له، العمل لم يعد مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية.

اليوم، يأمل ثامر أن يجد منظمات أو جمعيات تؤمن بحلمه وتدعمه لتحويل فكرته إلى شركة إنسانية تخدم الناس وتخفف عنهم المشقة، أينما كانوا وفي أي وقت.

مشاركة المقال: