الجمعة, 13 يونيو 2025 12:01 AM

من المعادن النادرة إلى الرقائق الإلكترونية: تفاصيل "صفقة جنيف" بين واشنطن وبكين وتداعياتها على النفوذ العالمي

من المعادن النادرة إلى الرقائق الإلكترونية: تفاصيل "صفقة جنيف" بين واشنطن وبكين وتداعياتها على النفوذ العالمي

أحمد عزام

في لقاءات مكثفة بين لندن وجنيف، تجري مباحثات غير معلنة ترسم ملامح القوة في القرن الحادي والعشرين. بعد جولتين من المفاوضات التجارية، اتفقت واشنطن وبكين على إطار عمل جديد لإعادة تدفق "البضائع الحساسة"، ضمن ما يعرف بـ "توافق جنيف"، بانتظار توقيع ترامب وشي.

ظاهريًا: اتفاق تجاري جزئي. باطنيًا: صراع تقني واقتصادي على النفوذ العالمي، حيث تتحول الرقائق والمعادن الأرضية النادرة إلى أدوات دبلوماسية قوية.

من الرابح ومن المناور؟

  • الصين تعهدت بتسريع شحنات المعادن النادرة الضرورية لصناعة الدفاع والسيارات الكهربائية الأميركية.
  • أمريكا وعدت بتخفيف القيود على تصدير البرمجيات والشرائح المتقدمة، التي كانت تستخدم للضغط على بكين.
  • لكن قضايا فائض التجارة والدعم الصناعي و"إغراق السوق" لا تزال خارج التفاهم.

المحادثات وصفت بأنها "صريحة وعميقة"، لكن التفاصيل كانت قليلة، وكأن الطرفين اتفقا على نقطة التقاء دون تحديدها.

المعادن النادرة: ورقة رابحة

تسيطر الصين على حوالي 70% من صادرات المعادن الأرضية النادرة عالميًا. هذه العناصر، مثل "النيوديميوم" و"الديسبروسيوم"، تستخدم في محركات الطائرات وأنظمة توجيه الصواريخ. عندما بدأت بكين بتقييد هذه الصادرات، شعرت الصناعات الغربية بالقلق، ليس لعدم وجود بدائل، بل لاحتكار الصين لسلسلة التوريد.

في المقابل، سعت واشنطن إلى تقييد صادرات البرمجيات والرقائق الدقيقة، خاصة المستخدمة في الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الجيل الخامس. المفارقة هي حاجة كل طرف للآخر.

هل الأمن القومي قابل للتفاوض؟

الاتفاق يضع أدوات الأمن القومي، مثل تكنولوجيا الرقائق الحساسة، في التفاهمات التجارية، وهو ما يعتبر خرقًا للقواعد. واشنطن تسمح لنفسها باستخدام التكنولوجيا كـ "ورقة مقايضة"، رغم تبريرها السابق بأن القيود كانت لحماية الأمن القومي. هل يعني هذا أن الأمن القومي لم يعد خطًا أحمر؟

الأسواق تحت المجهر: لا ثقة قبل التوقيع

رغم النبرة الإيجابية، لم تكن الأسواق متحمسة جدًا، حيث انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية قليلًا، ولم يتحرك اليوان كثيرًا. الأسواق تنتظر الأفعال، لا التصريحات، وتنتظر توقيع ترامب وشي.

ما بعد الاتفاق: 60 يومًا لاختبار النوايا

الاتفاق الحالي هو استراحة قصيرة في حرب تجارية طويلة. الأيام الستون المقبلة ستشهد تفاهمات حول الإنتاج الصناعي الفائض، ونقاشات حول الممارسات غير العادلة، وربما فصلًا جديدًا في أزمة الفنتانيل. السؤال هو: هل ما يحدث هدنة مؤقتة أم بداية لإعادة تعريف العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم؟

رقصة الطاووس: الدبلوماسية على طريقة 2025

وصف أحد الأكاديميين الصينيين هذه المحادثات بأنها "رقصة طاووس" مبهرة، لكنها محكومة بحركات متكررة. الصفقة قد تفتح بابًا للتنسيق، لكن هشاشتها واضحة. استغرق الأمر 3 وزراء أميركيين ونائب رئيس وزراء صينيًا و20 ساعة من المفاوضات للعودة إلى النقطة التي انتهت بها اتفاقية جنيف قبل أسابيع. ربما ما تغير ليس التفاهم، بل النبرة. وأكثر ما خسرته الحرب التجارية هو الثقة.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: