الأحد, 14 سبتمبر 2025 05:14 AM

منبج: أزمة غلاء المستلزمات المدرسية تثقل كاهل الأسر مع قرب العام الدراسي الجديد

منبج: أزمة غلاء المستلزمات المدرسية تثقل كاهل الأسر مع قرب العام الدراسي الجديد

مع اقتراب العام الدراسي الجديد في مدينة منبج شرق حلب، تتزايد المخاوف المعيشية لدى الأهالي. فمع بداية الموسم، تجد الأسر نفسها في مواجهة ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية، مما يزيد الأعباء على كاهلهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

على الرغم من النشاط الملحوظ في الأسواق، إلا أن القدرة الشرائية للأهالي متفاوتة بشكل كبير. يضطر الكثيرون للاكتفاء بشراء الضروريات فقط، بينما يؤجل آخرون شراء باقي المستلزمات.

إبراهيم الصالح، وهو أب لطفلين، يصف معاناته قائلاً: "كنت أعتمد على راتبي لتلبية احتياجات أولادي، ولكن منذ تسعة أشهر لم نعد نتقاضى أي راتب. هذا العام، قد نضطر لشراء الحد الأدنى من المستلزمات، مثل دفتر وقلم وشنطة بسيطة، بعد أن كنا نوفر لهم تجهيزات كاملة في السنوات الماضية. الوضع المعيشي صعب للغاية، ولا يوجد عمل أو حركة في السوق."

وتشاركه أم رائد، التي تعمل في مجال الخياطة وتعيل أربعة أطفال، نفس القلق: "لم أتمكن حتى الآن من شراء سوى القليل من الحاجيات. سأكتفي بتجهيزهم بالدفاتر والأقلام والشنط البسيطة. الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة، ربما بسبب تقلبات سعر الدولار. دخلي من الخياطة أصبح أقل من السابق، ولكننا نحاول قدر المستطاع."

عبد الرحيم الرجب، صاحب مكتبة "الكلمة" في منبج، يرى أن الحركة الشرائية هذا العام أفضل نسبياً من الأعوام السابقة، لكنه يؤكد أن الإقبال لا يزال مرتبطاً بالقدرة الشرائية للأهالي. ويضيف: "بدأ البلد يتعافى، وهذا التعافي مرتبط بتحسن العملية التعليمية. ورغم تأثير الوضع الاقتصادي على الأهالي، إلا أنهم مضطرون لتجهيز أولادهم للمدارس بأفضل شكل ممكن."

ويشير الرجب إلى أن الحقائب والدفاتر والأقلام هي الأكثر طلباً، وأن الكثيرين يلجأون إلى تقسيم المشتريات على مراحل. ويوضح أن أسعار المواد المستوردة، مثل الحقائب الأجنبية وأنواع معينة من الأقلام، قد ارتفعت، بينما بقيت أسعار الصناعات الوطنية، مثل الدفاتر والحقائب المحلية، مستقرة أو حتى أقل.

ويؤكد الرجب أن سلوكيات الشراء هذا العام متنوعة، فمنهم من يشتري كل شيء دفعة واحدة رغم ارتفاع التكاليف، ومنهم من يوزع المشتريات على مراحل لتخفيف العبء على الميزانية الشهرية. ويرى أن الحل يكمن في تدخل الدولة لتقديم منح للطلاب المسجلين في وزارة التربية، ودعمهم مع بداية العام الدراسي لتخفيف العبء عن الأهالي.

في ظل هذه الظروف، يسعى الأهالي في منبج لموازنة التكاليف الباهظة مع رغبتهم في توفير بيئة تعليمية مناسبة لأبنائهم. ومع غياب الدعم الرسمي، يبقى الهاجس الأكبر هو كيفية تجاوز هذا الموسم بأقل الخسائر الممكنة، على أمل أن يحمل المستقبل ظروفاً أكثر استقراراً.

مشاركة المقال: