الخميس, 7 أغسطس 2025 06:21 PM

موسم الرياض بنكهة سعودية: هل يشهد غيابًا للفن المصري؟

موسم الرياض بنكهة سعودية: هل يشهد غيابًا للفن المصري؟

في خطوة أثارت جدلاً في الأوساط الفنية، أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، عن اعتماد موسم الرياض القادم على الكوادر السعودية والخليجية بشكل كبير، مع مشاركة محدودة من أعمال سورية وعالمية، دون الإشارة إلى مشاركة مصرية، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مصير الفن المصري في هذا الموسم.

أثار هذا الإعلان، الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، استفسارات حول تمثيل مصر في موسم الرياض، خاصة وأن القاهرة كانت جزءًا أساسيًا من الفعاليات الفنية في المواسم السابقة.

أوضح آل الشيخ أن الحفلات الغنائية ستضم موسيقيين وعازفين من السعودية ودول الخليج، مع التركيز على التجارب المحلية في المسرح، وانفتاح محدود على المسرح السوري والدولي، مما أبعد المسرح المصري عن خريطة الموسم الجديدة.

تنوعت ردود الفعل في مصر، حيث اعتبر البعض القرار إقصاءً للفن المصري، بينما رأى آخرون أنه يفتح المجال لتطوير الإنتاج الفني المحلي في السعودية وتعزيز هويتها الثقافية، في ظل سعي المملكة لبناء صناعة ترفيهية تعتمد على الطاقات الوطنية.

تثار تساؤلات حول قدرة موسم الرياض على الاستغناء عن الثقل الفني المصري، الذي لعب دورًا هامًا في تشكيل الثقافة الفنية العربية، خاصة مع شعبية الموسيقى والدراما المصرية في الوطن العربي.

في المقابل، يرى البعض أن هذه الخطوة تدعم المواهب المحلية السعودية والخليجية، وهو توجه يدعمه فنانون مصريون يرون أن تعزيز الطاقات الوطنية ضروري لتطوير المشهد الفني.

المخرج المصري أمير رمسيس أكد أن لكل دولة الحق في تطوير فنها والاعتماد على كوادرها، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في قلة المشاريع المصرية القادرة على المنافسة خارجيًا.

ورغم التكهنات حول خلافات سياسية بين مصر والسعودية، نفى المحلل السعودي الدكتور محمد الحربي هذه الفرضيات، موضحًا أن الأمر يتعلق بتوسعة المشروع الفني، ومؤكدًا استمرار التعاون المصري السعودي وأن استبعاد المسرح المصري ليس قرارًا رسميًا.

بين التأييد والتحفظ، يشهد المشهد الفني الخليجي تغيرات مستمرة، حيث تسعى السعودية لترسيخ قاعدة ثقافية وفنية تعكس هويتها، مع الحفاظ على التعاون مع التجارب الفنية الإقليمية والعربية، وعلى رأسها التجربة المصرية.

في النهاية، يبقى السؤال: هل ستنجح السعودية في تأسيس مشهد فني مستقل يحقق التوازن بين دعم المواهب المحلية والاستفادة من التجارب الفنية العربية؟ وهل ستعيد القاهرة ترتيب أوراقها لتواكب هذه التغيرات وتعيد حضورها بقوة في المشهد الترفيهي الإقليمي؟

مشاركة المقال: