الجمعة, 10 أكتوبر 2025 12:11 AM

ميشيل حنوش: شاب سوري يتحدى الإعاقة بالإرادة والإبداع في الغناء الأوبرالي وعزف الكمان

ميشيل حنوش: شاب سوري يتحدى الإعاقة بالإرادة والإبداع في الغناء الأوبرالي وعزف الكمان

دمشق-سانا: لم تكن عينا الشاب الموسيقي ميشيل حنوش سوى نافذة واسعة تطل على روحه، حيث صدح صوته الأوبرالي كسمفونية تعزف الإرادة، بينما حكى كمانه قصصاً ملؤها الأمل. وبشغفه بالألحان، استطاع ميشيل أن يحول إعاقته البصرية إلى تحدٍ، وأن يتطلع إلى عرض موهبته في الغناء والعزف داخل سوريا وخارجها.

يحدثنا ميشيل، ابن الثامنة عشرة، عن شغفه بالموسيقى قائلاً لمراسلة سانا: "حب الموسيقى ينير دروب الحياة". يتابع ميشيل دراسته الثانوية في مدرسة بسمة أمل للمكفوفين بدمشق، ويتلقى دروساً في الغناء الأوبرالي في معهد صلحي الوادي على يد الموسيقي فادي عطية، كما يتعلم عزف الكمان على يد مصون علي.

تعود جذور رحلة ميشيل الموسيقية إلى عائلته، فهو أحد ثلاثة توائم يعزفون ويغنون. والدتهم درست الموسيقى والغناء على يد الراحل حسام الدين بريمو، وكانت ضمن فريق كورالي، لذا حرصت على أن يرافق أبناءها الألحان الراقية منذ الصغر.

يروي ميشيل أن بدايته كانت في عمر السنتين حين التحق مع توءميه بكورال سنا بقيادة الموسيقار بريمو، حيث تعلموا الغناء ووقفوا على المسرح لأول مرة في عمر الثلاث سنوات. ومنذ ذلك الحين، تخصص أخواه كارل بالعزف على البيانو، وروي بالكمان، فيما اختار ميشيل الغناء الأوبرالي.

أما قصة ارتباطه بالكمان، فجاءت بالصدفة عندما اقترح عليه الموسيقي عماد سمان تجربة هذه الآلة أثناء دراسته الغناء في معهد صلحي الوادي، فبدأ رحلة جديدة امتدت لعامين كاملين قبل أن يعتمدها كآلة ثانية إلى جانب الغناء.

منذ أربع سنوات، أسس ميشيل مع توءميه فرقة موسيقية عائلية حملت اسم "تريو كاميرو"، ينشرون عبر قناتهم في "يوتيوب" مقطوعات موسيقية معروفة بأدائهم المشترك، لتكون نافذة فنية يطلون من خلالها على جمهور واسع.

إرادة ميشيل في مواجهة إعاقته دفعته للتقدم بخطى ثابتة نحو المسرح في سوريا والعالم ليقف على خشبته كمغنٍ أوبرالي وعازف كمان. هذه الطموحات تحولت إلى إنجازات، إذ شارك في مناسبات ثقافية محلية بالتعاون مع وزارتي الثقافة والشؤون الاجتماعية والعمل وعدة كورالات.

أما عالمياً، فحصد عام 2021 الجائزة الأولى خلال مشاركته في مسابقة "الإبداع الشامل" بروسيا عبر أداء كونشيرتو فالدي أونلاين، ومؤخراً، مثّل سوريا في مهرجان "دجاخروغ" بمدينة يريفان الأرمينية، حيث عزف الحركة الأولى من كونشيرتو الكمان لامينور للمؤلف باخ، ونال شهادة ودرع مشاركة.

تؤكد والدته نادين أسود أن العائلة والأصدقاء قدموا دعماً كبيراً لميشيل في رحلته الفنية، مشيرةً إلى الجهد المميز الذي يبذله شقيقه روي، إذ يعزف النوتة مرة واحدة ليحفظها ميشيل، ويعينه على وضعيات اليد والكتف أثناء العزف على الكمان، ليكمل مع أخويه درب الإبداع المشترك.

بين صوت أوبرالي يصدح بالأمل وعزف يواجه العتمة بالنور، يواصل ميشيل حنوش خط مسيرته بثقة، ليكون أحد الوجوه السورية الشابة التي تثبت أن الفن قادر على أن يفتح الأفق مهما كانت التحديات.

مشاركة المقال: