الأحد, 27 يوليو 2025 07:16 AM

نبل في ريف حلب: استقرار أمني ملحوظ يواجه تحديات في الخدمات والمعيشة

نبل في ريف حلب: استقرار أمني ملحوظ يواجه تحديات في الخدمات والمعيشة

تشهد مدينة نبل الواقعة شمالي حلب استقراراً أمنياً نسبياً، إلا أن الأهالي يواجهون صعوبات خدمية ومعيشية تتجلى في انقطاع الكهرباء، ونقص المياه، ومحدودية فرص العمل، وذلك حسب شهادات مواطنين ومسؤولين محليين.

الأمن: استقرار غير مسبوق

أكد المهندس محمد أوبري، رئيس المجلس المحلي في مدينة نبل، لمنصة سوريا 24 أن الوضع الأمني "جيد جداً" بفضل التعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي. وأشار إلى أنه "لم يعد هناك أي نشاطات أو انفلات أمني كما كان الحال في السابق"، مؤكداً أن "التنسيق العالي بين المدنيين والأجهزة الأمنية يسهم في معالجة أي خلافات بالطرق السلمية".

وقد عزز هذا التحسن عدد من الأهالي، حيث ذكر عباس الشاطر لمنصة سوريا 24 أن "حرية الرأي والتعبير أصبحت متاحة، والمواطنون باتوا يذهبون إلى أعمالهم بأمان واطمئنان". وأضاف عبد الهادي محيي الدين، مدير المركز الثقافي في نبل، أن "المدينة مستقرة وتحت متابعة أمنية جيدة".

الخدمات: الكهرباء والمياه في صدارة التحديات

على الرغم من الاستقرار الأمني، يعاني السكان من تدهور الخدمات الأساسية. وأوضح المواطن إسماعيل لمنصة سوريا 24: "لا توجد كهرباء، والمياه لا تصل إلا يوماً واحداً في الأسبوع من الرابعة حتى العاشرة مساءً، وتبلغ كلفة ملء خزان المياه 75 ألف ليرة". وأشار مواطنون آخرون إلى اعتمادهم على مولدات خاصة بأسعار مرتفعة تصل إلى 10 آلاف ليرة للكيلوواط.

وأشار رئيس المجلس المحلي إلى أن "المياه قليلة جداً، ويضطر الناس إلى شراء الصهاريج التي يبلغ سعرها حالياً 60 ألف ليرة لسعة 5 آلاف ليتر"، مؤكداً أن الكهرباء لم تصل منذ سقوط النظام السابق.

الصحة والتعليم

في المجال الصحي، أفاد أيمن حمام بوجود مستوصف ومشفى يعملان، لكنه شدد على حاجة المدينة إلى المزيد من الأطباء والكوادر الطبية. وأوضح المجلس المحلي أن المدينة تضم مركزاً صحياً للهلال الأحمر، ومستشفى غير مرخص في الزهراء، إضافة إلى 12 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية، مؤكداً أن "الوضع التعليمي جيد جداً".

الوضع المعيشي والتجارة

وفيما يتعلق بالوضع المعيشي، أوضح عبدو غزال، صاحب محل مواد غذائية، خلال حديثه لمنصة سوريا 24 أن الأسعار انخفضت بشكل كبير، حيث ذكر أن "كيلو الأرز أصبح 12 ألف ليرة والسكر 6 آلاف، لكن الحركة التجارية ضعيفة والأعمال شبه متوقفة".

وفي قطاع النقل، أشار أبو عبد، سائق سرفيس، إلى أن "أصحاب سيارات الأجرة أصبحوا ينقلون الركاب بنفس الأجرة 10 آلاف ليرة، ما أثر سلباً على دخل السرافيس"، مطالباً بتنظيم العمل.

أولويات المرحلة القادمة

أكد المجلس المحلي أنه وضع دراسة للأولويات بالتعاون مع المخاتير واللجان الأهلية، تتضمن صيانة الطرق ودعم المراكز الصحية وتأمين المياه والكهرباء، إضافة إلى المطالبة بدعم المنظمات الدولية وخلق فرص عمل. وأشار رئيس المجلس إلى وجود مشكلة الألغام في محيط قريتي مياسة وزنعريتا، التي خلّفها النظام السابق، موضحاً أن عدة حوادث أودت بأرواح مدنيين، داعياً إلى تدخل المنظمات المختصة لنزع الألغام.

السكان

يبلغ عدد سكان مدينة نبل حالياً نحو 40 ألف نسمة، وتشمل تبعيتها الإدارية قرى برج القاص ومياسة وزنعريتا. واختتم رئيس المجلس المحلي حديثه بالقول: "الوضع في نبل أفضل أمنياً وإدارياً مما كان عليه في السابق، لكننا بحاجة إلى دعم حقيقي في الخدمات والبنية التحتية كي نتمكن من استكمال مرحلة إعادة البناء".

مشاركة المقال: