أعلنت وزارة الداخلية السورية عن إزالة عدد من الحواجز التابعة لقوى الأمن الداخلي في مدن وقرى بمنطقة الساحل السوري. وقد رصدت عنب بلدي إزالة هذه الحواجز في بعض المدن والقرى الرئيسية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، مع الإبقاء على الحواجز خارج المدن في كل من بانياس وجبلة.
في مدينة بانياس، قامت قوات الأمن الداخلي بإزالة حاجز مستشفى "الخضر" وحاجز "المركز الثقافي"، بالإضافة إلى إزالة حواجز مداخل القرى في مدينة جبلة.
المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أوضح في تصريح لعنب بلدي أن هذا الإجراء يأتي "نابعًا من رؤية وطنية موجودة مسبقًا لدى الوزارة". وأشار إلى أن هذه الخطوات تعكس تراكم الخبرة لدى الوزارة، وتوفر الوسائل اللازمة لضبط الأمن، وتعزيز الثقة والتنسيق بين قوى الأمن الداخلي والمواطنين في مدن الساحل السوري.
وأضاف البابا أن وجود هذه الحواجز كان أمرًا طارئًا واضطراريًا فرضته الظروف، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو الاعتماد على وسائل تقنية تقلل من الاحتكاك بين عناصر الأمن والمواطنين، وهو ما تسعى إليه الوزارة.
دوريات جوالة في اللاذقية
في سياق منفصل، تعرضت آلية عسكرية تابعة للجيش السوري لهجوم من مجموعات وصفت بـ"فلول النظام" في ريف اللاذقية، وذلك بعد فترة من الهدوء النسبي في المنطقة.
إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع، أوضحت في بيان نشرته وكالة "سانا" الرسمية، أن الآلية العسكرية تعرضت للهجوم يوم الخميس الموافق 14 من آب، دون وقوع خسائر بشرية. وذكرت الوزارة أن الأيام الثلاثة الماضية شهدت تصاعدًا في وتيرة الاعتداءات التي تنفذها هذه المجموعات، مستهدفة قوات الجيش في ريفي اللاذقية وطرطوس.
ووفقًا للوكالة، فقد شهد الساحل السوري خلال الفترة الماضية حالة من الاستقرار بعد تعزيز انتشار وحدات من الجيش والأمن العام في عدد من المناطق الريفية والحدودية، وذلك "ضمن جهود مستمرة للقضاء على مجموعات فلول النظام البائد التي حاولت نشر الفوضى وزعزعة الأوضاع في المنطقة".
مسؤول العلاقات الإعلامية في محافظة اللاذقية، نور الدين بريمو، أكد في حديث لعنب بلدي أن الوضع الأمني "جيد جدًا" في المحافظة، باستثناء حادثة استهداف آلية وزارة الدفاع. وأشار إلى تعزيز النقاط العسكرية والاستنفار وزيادة الدوريات الجوالة بهدف "ضبط المنطقة وحماية الأهالي والسلم الأهلي ومنع أي محاولات لزعزعة الأمن".
هجمات متكررة
بدأت الهجمات على القوى الأمنية والعسكرية من قبل فلول النظام السابق بعد أيام من سقوط نظام الأسد. ففي 14 من كانون الأول 2024، قُتل ثلاثة عناصر من "إدارة العمليات العسكرية" وأصيب آخرون بكمين مسلح في ريف اللاذقية. وفي 26 من كانون الأول 2024، قُتل 14 عنصرًا من وزارة الداخلية وأصيب عشرة آخرون إثر تعرضهم لكمين في قرية خربة معيزة بريف طرطوس.
وفي 14 من كانون الثاني الماضي، أسرت مجموعة مسلحة تابعة لفلول النظام السابق سبعة عناصر من "إدارة الأمن العام" خلال تنفيذ حملة أمنية في جبلة. حينها استنفرت الإدارة القوات الأمنية والعسكرية واستخدمت الطيران المسير والمروحي في ملاحقة الفلول، وتمكنت من تحرير عناصرها وقتل قائد في مجموعات فلول النظام، وهو بسام حسام الدين قائد ميليشيا "أسود الجبل".
وشهدت مدن الساحل غربي سوريا، في طرطوس واللاذقية، أحداثًا دامية بدأت شرارتها بعد تحركات لفلول النظام السابق، في 6 من آذار الماضي. وأسفرت الأحداث عن مقتل 803 من الأمن العام السوري، ومدنيين قتلوا على يد عناصر تتبع لفصائل موالية للدولة السورية، لأسباب طائفية، بحسب توثيق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".