الأربعاء, 23 يوليو 2025 12:27 AM

السويداء: أحداث دامية تهز "التوازن التاريخي" للدروز في سوريا وتثير قلق نيويورك تايمز

السويداء: أحداث دامية تهز "التوازن التاريخي" للدروز في سوريا وتثير قلق نيويورك تايمز

أثارت الأحداث الدامية التي شهدتها السويداء قلقاً متزايداً في أوساط الطائفة الدرزية في جنوب سورية، وذلك خوفاً من فقدان "التوازن التاريخي" الذي سمح للدروز بالتكيف مع الأنظمة المتعاقبة على البلاد لعقود طويلة.

تعتمد سياسة الطائفة على الولاء للدولة التي يعيشون فيها، وهو نهج براغماتي اتبعه دروز سورية ولبنان وإسرائيل، مما ساعدهم على الحفاظ على استقرارهم الاجتماعي والسياسي.

لكن تقريرًا نشرته نيويورك تايمز أشار إلى أن هذا التوازن تعرض لضغط كبير بعد تصاعد العنف في السويداء، حيث قُتل المئات نتيجة اشتباكات بين الفصائل الدرزية ومسلحين من العشائر البدوية.

أكد الكاتب السوري فادي عزام، المقيم في الخارج، أن فلسفة المجتمع الدرزي ساعدته على البقاء في منطقة تعتبر من أكثر المناطق عنفاً في العالم.

في ظل النظام السابق بقيادة بشار الأسد، تجنبت الطائفة التمرد العلني، لكنها حافظت على مسافة من الدولة، حيث تولت فصائل محلية حماية مناطقها دون الانخراط الكامل في البنية الأمنية للنظام.

غير أن التوازن "الهش" – كما وصفته الصحيفة – اهتز مع وصول الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، التي بدأت بمواجهة الشبكات المسلحة المتبقية من حقبة الحرب.

بلغت التوترات ذروتها هذا الأسبوع بعد اندلاع معارك بين الدروز والبدو، مما دفع القوات الحكومية للتدخل ومواجهة فصائل درزية لا تثق بالحكومة الجديدة، الأمر الذي زاد الموقف تعقيداً.

تزامن ذلك مع تدخل إسرائيلي مباشر، حيث تعهدت تل أبيب بحماية الطائفة، رغم رفض العديد من دروز سورية لأي تدخل خارجي.

في الداخل الإسرائيلي، أثارت الأزمة غضباً في صفوف الطائفة الدرزية التي خرجت في احتجاجات وأغلقت طرقاً، بل تسلل بعض أفرادها إلى سورية، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى قصف أهداف في دمشق.

رغم هذا الدعم، يشعر كثير من الدروز السوريين أن تلك الهجمات زادت من عزلتهم عن النظام الجديد في البلاد.

يقول المؤرخ الدرزي الإسرائيلي رضا منصور إن الطائفة الآن تعيش لحظة حرجة، بعدما كانت استراتيجيتها تقوم على الولاء للدولة أياً كانت، بهدف البقاء.

"لكن في السويداء، ظهرت حدود هذه المعادلة"، على حد تعبيره.

إرم نيوز

مشاركة المقال: