الأربعاء, 6 أغسطس 2025 02:22 PM

المقاهي الدمشقية: رحلة عبر التاريخ ودورها الثقافي والاجتماعي

المقاهي الدمشقية: رحلة عبر التاريخ ودورها الثقافي والاجتماعي

دمشق-سانا: استعرض الباحث في التراث مازن ستوت في محاضرة ألقاها بالمركز الثقافي في المزة تاريخ المقاهي الدمشقية ودورها المحوري في الحياة الاجتماعية والثقافية. وأشار إلى أن هذه المقاهي كانت ابتكاراً دمشقياً انتقل إلى العالم قبل نحو 500 سنة.

ركزت المحاضرة، التي حملت عنوان "مقاهي دمشق بين الأمس والحاضر"، على المقاهي الدمشقية كجزء أصيل من الذاكرة الشعبية للمدينة. وتناول ستوت بدايات هذه الظاهرة في القرن السادس عشر، مروراً بالتوسع الكبير الذي شهدته في أوائل القرن العشرين، حيث وصل عددها إلى نحو المئة في دمشق وضواحيها.

الدور الاجتماعي للمقاهي الدمشقية

أوضح الباحث تنوع المقاهي الدمشقية بحسب البيئة والموقع وروادها، فكان منها الأدبي والشعبي والتجاري. وأكد على الدور الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي لعبته هذه الأماكن، حيث احتضنت حلقات النقاش الأدبي وصفقات التجارة وجلسات الأدباء والمفكرين.

أبرز المقاهي الدمشقية

تطرق ستوت إلى المقاهي التي رسخت في الوجدان الدمشقي، مثل الهافانا، النوفرة، الروضة، الفاروق، مشيراً إلى أنها أصبحت مقصداً للزوار من داخل سوريا وخارجها، وخاصة مقهى النوفرة الذي يعتبر من أقدم وأشهر المقاهي الدمشقية.

المقاهي كمنصات للوعي

في تصريح لـ سانا، أكد ستوت أن المقاهي أدت وظيفة ثقافية هامة في فترة لم تكن فيها وسائل الإعلام والاتصال الحديثة منتشرة، حيث كانت المجلات والصحف تُقرأ وتوزع فيها، وكان بعض الأدباء يكتبون أعمالهم داخلها، مما جعلها منصات للوعي والإبداع والتأثير السياسي والاجتماعي. وأضاف أن المقاهي لم تكن مجرد أماكن للجلوس، بل جزءاً من هوية دمشق الثقافية والاجتماعية التي يجب الحفاظ عليها، وكانت تعقد فيها صفقات تجارية وتدور نقاشات وطنية وسياسية.

تعريف الجيل الجديد بالتراث الدمشقي

شدد الباحث على أهمية هذه المحاضرات في تعريف الجيل الجديد بتراث مدينتهم، مشيراً إلى أنه قدم حتى الآن أكثر من 12 محاضرة حول تراث دمشق، بما في ذلك الحمّامات والأسواق والمقاهي والحدائق ودور السينما والمساجد والكنائس، بهدف توثيق هذا الإرث ونقله للأجيال القادمة. يذكر أن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة فعاليات ثقافية تنظمها مديرية الثقافة بدمشق، بهدف الحفاظ على التراث المحلي وإبراز ملامح الحياة الدمشقية القديمة، باعتبارها جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية السورية.

مشاركة المقال: