الجمعة, 15 أغسطس 2025 12:24 PM

تحركات روسية في جنوب سوريا: هل هي رغبة دمشق أم ضرورة لموسكو؟

تحركات روسية في جنوب سوريا: هل هي رغبة دمشق أم ضرورة لموسكو؟

قبل أسابيع قليلة من انهيار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” بتعزيز روسيا وجودها العسكري في جنوب سوريا، عبر إنشاء تسع نقاط مراقبة في ريفي القنيطرة ودرعا، بالقرب من منطقة فصل القوات مع إسرائيل.

أثار هذا التحرك تساؤلات حول دعم روسي متزايد للحكومة السورية في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، خاصة بعد حرب أكتوبر 2023 في غزة، وما تلاها من تهديدات وهجمات إسرائيلية ضد مواقع داخل سوريا.

لكن الواقع كان مختلفاً؛ إذ بدأت روسيا بتقليص وجودها العسكري في سوريا، وسحبت قواتها من عدة مواقع، مركزة انتشارها في قواعدها الرئيسية في طرطوس واللاذقية، وتحديداً قاعدة حميميم.

في الوقت الراهن، عاد الحديث عن احتمال تدخل روسي في الجنوب السوري، بطلب من السلطات الجديدة في دمشق، وسط تصاعد التوترات في المنطقة، خاصة بعد الهجمات التي شنتها قوات حكومية مدعومة بمسلحين من العشائر على محافظة السويداء، وما رافقها من انتهاكات أثارت قلقاً واسعاً بشأن وحدة البلاد.

حتى الآن، لم يصدر أي إعلان رسمي يؤكد إعادة انتشار القوات الروسية في الجنوب، باستثناء تقرير نشرته صحيفة “كوميرسانت” الروسية، نقلاً عن مصدر حضر اجتماع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع الجالية السورية في موسكو. وبحسب المصدر، أعربت الحكومة السورية عن رغبتها في عودة دوريات الشرطة العسكرية الروسية إلى المحافظات الجنوبية.

الصحيفة لم توضح ما إذا كانت موسكو قد استجابت لهذا الطلب، خاصة أن عودة روسيا إلى مواقعها السابقة قد تحد من التدخل الإسرائيلي في الشؤون السورية، وهو أمر قد لا يتماشى مع المصالح الروسية في الوقت الراهن، نظراً للتغيرات الكبيرة في موازين القوى داخل سوريا منذ ديسمبر الماضي، والتي سمحت لإسرائيل بتوسيع نفوذها في الجنوب، بما في ذلك إنشاء قواعد ونقاط تفتيش، وسط غياب شبه كامل لأي وجود إيراني أو لحلفائه.

منذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2015، لعبت روسيا دور الوسيط بين مختلف القوى المتصارعة، وحافظت على علاقات متوازنة مع النظام السوري السابق ومع خصومه. وفي عام 2018، بدأت موسكو بالمشاركة في دوريات أممية في منطقة فك الاشتباك بمحافظة القنيطرة، دون أن يتعارض وجودها مع المصالح الإسرائيلية، بل شكّل نوعاً من التوازن أمام النفوذ الإيراني في تلك المنطقة الحساسة.

بعد سقوط الأسد وتراجع الدور الإيراني إلى حد شبه الانسحاب، لم يبقَ في سوريا قوة إقليمية يمكن أن تشكل تحدياً لإسرائيل، باستثناء تركيا، التي تربطها علاقات وثيقة بالحكومة الجديدة في دمشق. ويرى بعض المحللين أن أنقرة قد تكون وراء ترتيب زيارة الوفد السوري إلى موسكو، بهدف بحث إمكانية توسيع الدور الروسي ليشكل حاجزاً أمام التمدد الإسرائيلي في الجنوب السوري.

إرم نيوز

مشاركة المقال: