الإثنين, 18 أغسطس 2025 03:58 AM

حلب تتصدى للتسول: خطة شاملة بمشاركة مجتمعية لمواجهة تفشي الظاهرة

حلب تتصدى للتسول: خطة شاملة بمشاركة مجتمعية لمواجهة تفشي الظاهرة

أعلن عبد الرحمن ددم، رئيس لجنة مكافحة التسول في محافظة حلب، عن إطلاق خطة لمواجهة ظاهرة التسول المتزايدة في المحافظة. وأوضح ددم لمنصة سوريا 24 أن اللجنة، التي بدأت عملها قبل ثلاثة أشهر، تضم مجلس المحافظة، مديريات التربية والشؤون الاجتماعية والصحة، جامعة حلب، ومنظمات المجتمع المدني.

جاءت تصريحات ددم على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقدته محافظة حلب في 17 آب/أغسطس 2025، لإطلاق حملة مكافحة التسول تحت شعار "معاً.. للارتقاء بالعمل الإنساني وتعزيز الرعاية الاجتماعية". وأكد أن الهدف هو مواجهة هذه الظاهرة التي لا تليق بالمجتمع وتتعارض مع رؤية سوريا الجديدة.

وأشار ددم إلى توسع عمل اللجنة ليشمل هيئات من الحراك الثوري وخبراء مستقلين، مؤكداً أن الخطة تسير على مسارين: استجابة سريعة للحالات الطارئة، وخطة استراتيجية لإعادة دمج الأطفال والنساء في المدارس وسوق العمل.

من جانبه، أوضح أحمد سيد بكور، رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، أن الحملة الحالية هي الأولى وستتبعها حملات أخرى. وأكد لمنصة سوريا 24 أن الخطة تبدأ بدراسة الحالة اجتماعياً وقانونياً، ثم توجيه الشركاء لأداء أدوارهم، مشدداً على ضرورة التصدي لمن يستغل الأطفال.

وفيما يتعلق بدور جامعة حلب، أوضحت الدكتورة عائشة حوري من كلية التربية أن الجامعة تركز على الجانب البحثي، حيث أجرت دراسة مقارنة للتجارب العربية والدولية في مكافحة التسول. وأضافت لمنصة سوريا 24 أنهم استفادوا من نماذج ناجحة مثل بريطانيا والسعودية، وأجروا استبياناً واسعاً حول أسباب الظاهرة والحلول الممكنة، وسيتم نشر نتائجه.

وذكرت آية نمور، مديرة دار رعاية المتسولين في جمعية رعاية المصورين بحلب، أن الجمعية تعمل منذ سبع سنوات على رعاية هذه الفئة، حيث تستقبل الأطفال المحوّلين قانونياً وتقدم لهم الدعم النفسي والاجتماعي، مع التركيز على إعادة دمجهم في المدارس أو سوق العمل.

وشدّد محمد زاهر، مسؤول برنامج حماية الطفل في منظمة وورلد فيجن، على خطورة الظاهرة، مشيراً إلى أن معالجة التسول تحتاج إلى جهود متكاملة من الشؤون الاجتماعية والقضاء والضابطة العدلية والمجتمع المدني لحماية الأطفال.

وأكدت القاضية سوسن حسن، رئيسة محكمة الأحداث المنفردة في حلب، أن دور القضاء يتمثل في التمييز بين المتسولين القاصرين والبالغين، وتحديد الإجراءات المناسبة لكل حالة، مشيرة إلى أن الهدف هو حماية الطفل وليس معاقبته.

تشير التقديرات إلى أن عدد المتسولين في سوريا يبلغ حوالي 250 ألف متسول، وفقاً لصحيفة «الحرية» السورية الرسمية، مع وجود نسبة كبيرة من الإناث والأطفال، دون وجود إحصائية دقيقة لأعداد المتسولين في محافظة حلب.

مشاركة المقال: