الأحد, 24 أغسطس 2025 02:25 AM

حذف الأصفار من الليرة السورية: هل هو تحسن حقيقي أم مجرد وهم؟

حذف الأصفار من الليرة السورية: هل هو تحسن حقيقي أم مجرد وهم؟

في تأكيد لما يتم تداوله حول نية المصرف المركزي حذف الأصفار بهدف تحسين قيمة الليرة، أوضح الباحث الاقتصادي الدكتور إبراهيم نافع قوشجي لصحيفة (الحرية) العلاقة بين هذه الخطوة وسعر صرف العملة، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها سوريا حيث يفتقر المصرف المركزي لأدوات فعالة لإدارة السوق.

يطرح الدكتور قوشجي تساؤلات مهمة: هل يعني حذف الأصفار أن الدولار سيصبح 1,000 ليرة سورية؟ من الناحية النظرية، نعم، إذا تم حذف صفرين، فإن السعر الرسمي للدولار (11,100 ل.س) سيصبح 111 ليرة جديدة، والسعر في السوق السوداء (10,650 ليرة) سيصبح 106.5 ليرة جديدة. وإذا تمت إعادة تسمية العملة إلى "الليرة الجديدة"، فقد يُعاد ضبط السعر بشكل رمزي ليكون الدولار يساوي 1,000 ليرة جديدة، كما حدث في دول أخرى مثل تركيا أو إيران.

لكن الدكتور قوشجي يحذر من أن هذا التحسن قد لا يكون حقيقياً، لأن حذف الأصفار لا يغير القيمة الحقيقية للعملة، بل فقط شكلها الرقمي. ويخشى أنه إذا لم يكن هناك إصلاح اقتصادي حقيقي، فإن الدولار سيظل يعادل نفس القوة الشرائية، حتى لو تغير الرقم الظاهر.

ويشير إلى أن المصرف المركزي السوري يفتقر إلى الاحتياطي الكافي من العملات الأجنبية للتدخل الفعال في السوق، وأن القرارات الإدارية المدعومة بسياسات نقدية علمية ضرورية، بعيداً عن القرارات السابقة التي كانت تمنع التعامل بالدولار وتفرض سعر صرف رسمي غير واقعي، مما أدى إلى غياب الثقة بالمصرف المركزي وهيمنة السوق السوداء.

تضخم وإرباك

يشير الدكتور قوشجي إلى أن حذف الأصفار قد يؤدي إلى خطر التضخم المقنّع أو المستورد إذا لم تصاحبه إصلاحات اقتصادية، حيث سترتفع الأسعار تدريجياً ويعود الدولار للارتفاع مقابل الليرة الجديدة. كما قد يحدث إرباك في السوق نتيجة صعوبة فهم التحول، مما يخلق بيئة خصبة للمضاربة ورفع الأسعار. والأهم من ذلك، فقدان الثقة إذا شعر الناس أن حذف الأصفار مجرد "تجميل رقمي"، مما يدفعهم نحو الدولار والذهب، ويزيد الضغط على الليرة.

تحرير تدريجي لسعر الصرف

يؤكد الدكتور قوشجي أنه لجعل الدولار يساوي 1,000 ليرة جديدة بشكل مستقر، يجب أن تسبق خطوة حذف الأصفار إصلاحات اقتصادية حقيقية من خلال دعم الإنتاج، تخفيف العجز، مكافحة الفساد، وتحرير تدريجي لسعر الصرف مع تدخل ذكي من المصرف المركزي عند الحاجة، وبناء احتياطي نقدي أجنبي عبر الصادرات أو دعم خارجي، وإعادة بناء الثقة بالمؤسسات النقدية عبر الشفافية والاستقلالية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: