الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 01:35 PM

حرائق ريف حماة وسهل الغاب تدمر سبل عيش مئات العائلات وتفاقم الأزمة المعيشية

حرائق ريف حماة وسهل الغاب تدمر سبل عيش مئات العائلات وتفاقم الأزمة المعيشية

صفاء سليمان ـ حماة

خلفت سلسلة الحرائق المدمرة التي اجتاحت ريف حماة وسهل الغاب خلال شهر آب/أغسطس الماضي، آثاراً وخيمة على حياة السكان المحليين. فقد أدت النيران إلى تدمير مساحات واسعة من الغطاء النباتي الذي يعتمد عليه الأهالي في معيشتهم، من خلال جمع النباتات البرية مثل ورق الغار والخرنوب والزعتر والزوفا.

هذه النباتات، التي كانت بالكاد تكفي لسد حاجة السكان، تحولت اليوم إلى رماد، مما قضى على آخر أمل لهم في تأمين أبسط مقومات الحياة.

"أكلنا وشربنا من ورق الغار وعود الزوفا"

حسين شوشان، من قرية عين أسد في سهل الغاب، صرح لنورث برس قائلاً: "لقد تضررت أوضاعنا المادية بشكل كبير بسبب الحرائق، فعملنا الأساسي هو جمع ورق الغار والزوفا والزعتر. على الرغم من مشقة العمل وتشققات الأيدي، كنا نكدح من الصباح الباكر حتى المساء، ولا نحصل إلا على ما يسد رمقنا، مثل ربطة خبز وكيلو سكر".

وأضاف: "كان الجبل مصدر رزقنا، لكنه احترق بالكامل ولم يتبق منه شيء. تعبنا رخيص وثمن المواد مرتفع، ومعاناتنا كبيرة".

من جانبه، قال راغب عبد الله من قرية مزحل (فقرو) بريف حماة لنورث برس: "كنا نصعد إلى الجبل لجمع ورق الغار والزوفا والزعتر من الصباح حتى المساء، فقط لنتمكن من شراء الخضار والخبز. ولكن بعد احتراق الجبل، لم يعد لدينا ما يكفي لإطعام أنفسنا، فلا أرض ولا وظيفة ولا أي مصدر دخل آخر".

وتابع: "أنا متزوج وليس لدي أطفال، ومع ذلك أجد صعوبة في تأمين معيشتي، فكيف هو حال من لديه أطفال؟ كنا نسير مسافة ٨ كيلومترات منذ الفجر لنحصل على ٣٠ ألف ليرة سورية فقط، وندفع ثمن البنزين لدراجاتنا إذا أردنا الوصول إلى مناطق أبعد. الأسعار مرتفعة جداً وتعبنا لا يساوي شيئاً".

أما علي، وهو عامل في جمع النباتات من قرية فقرو، فأكد أن "الحرائق التهمت الأخضر واليابس. كنت أجني يومياً حوالي ٣٠ ألف ليرة من جمع ورق الغار والنباتات، ولكن اليوم لم يتبق شيء. لا توجد وظائف ولا سيولة بين أيدي الناس، وهذه هي الحياة التي نعيشها".

تراجع الإنتاج بأكثر من ٦٠%

بدوره، أوضح حسن، وهو تاجر يشتري ورق الغار من الأهالي، أن "الحرائق الأخيرة تسببت في انخفاض كميات ورق الغار المتوفرة في السوق بأكثر من ٦٠%. كنا نستقبل يومياً ما بين طن وطنين، ونبيع الكيلو بحوالي ٤٥٠٠ ليرة سورية، أما اليوم فلم يعد يصلنا سوى نصف طن إلى طن واحد أسبوعياً".

واختتم حديثه قائلاً: "الله يكون في عون هؤلاء الناس الفقراء".

وبينما يحاول الأهالي التكيف مع خسارة مصدر رزقهم الوحيد، تبقى حياتهم اليومية معلقة بين الحاجة والعوز، وسط غياب البدائل وفرص العمل في تلك القرى التي دمرتها النيران.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: