السبت, 20 سبتمبر 2025 01:39 AM

العقد الاجتماعي: حجر الزاوية في بناء الدولة الحديثة وتحديات المستقبل

العقد الاجتماعي: حجر الزاوية في بناء الدولة الحديثة وتحديات المستقبل

م. حسان نديم حسن يرى أن مفهوم العقد الاجتماعي قد يبدو مجرد فكرة فلسفية مجردة، إلا أنه في الواقع يشكل الأساس الذي تقوم عليه الدولة الحديثة اليوم. سعى فلاسفة كبار مثل توماس هوبز وجون لوك وجان جاك روسو للإجابة على سؤال محوري: ما الحاجة إلى الدولة، وما هو مصدر شرعيتها؟

الدولة كضرورة للأمان: يرى هوبز أن حياة الناس بدون قوانين ستكون مرتعًا للخوف والفوضى. لذلك، اعتقد أن الأفراد يفضلون التنازل عن جزء من حرياتهم مقابل سلطة قوية توفر لهم الحماية. لا تزال فكرة الدولة الحديثة تحتفظ بهذا الجانب، حيث تمثل الجهة التي تمنع الفوضى وتحمي المجتمع من الانهيار.

الدولة كحامية للحقوق: يتبنى لوك منظورًا مختلفًا، حيث يرى أن الإنسان يولد بحقوق طبيعية، كالحياة والحرية والملكية. وتتمثل مهمة الدولة في الحفاظ على هذه الحقوق. هنا نجد جذور مفهوم الدستور وفصل السلطات في دول اليوم، حيث يقاس مدى قوة الدولة باحترامها لحقوق الأفراد.

الدولة كصوت للشعب: يذهب روسو إلى أبعد من ذلك، مؤكدًا أن الشرعية الحقيقية تنبع من الإرادة العامة للشعب. بمعنى أن القوانين لا تكون عادلة إلا بمشاركة المواطنين في صياغتها. ومن هنا نشأت فكرة الديمقراطية، التي تجعل الشعب مصدر السلطة.

العقد الاجتماعي اليوم: الدولة الحديثة هي توازن دائم بين هذه الرؤى الثلاث: حماية المجتمع من الفوضى، صون الحقوق الفردية، والتعبير عن صوت الشعب. لكنها أيضًا مشروع متجدد، لأن التحديات مستمرة، بدءًا من البطالة والفقر، مرورًا بقضايا البيئة، وصولًا إلى الذكاء الاصطناعي.

العقد الاجتماعي ليس مجرد فكرة قديمة تدرس في كتب الفلسفة، بل هو سؤال يومي: كيف نعيش معًا؟ وكيف نبني دولة عادلة تحمي الناس وتمنحهم الحرية في الوقت نفسه؟

مشاركة المقال: