الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 10:16 AM

لماذا يتردد اللاجئون السوريون في العودة رغم سقوط نظام الأسد؟

لماذا يتردد اللاجئون السوريون في العودة رغم سقوط نظام الأسد؟

يثير موضوع عودة أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري إلى ديارهم تساؤلات جوهرية حول الأسباب الكامنة وراء هذا التأني، على الرغم من مرور ما يزيد على نصف عام على سقوط نظام بشار الأسد وتولي الإدارة الجديدة مقاليد السلطة. وعلى الرغم من المحاولات المحدودة للعودة من بعض الدول المجاورة كسوريا والأردن، إلا أن وتيرة العودة لا تزال تتسم بالبطء، خاصة من تركيا.

يوضح مضر حماد الأسعد، رئيس “الرابطة السورية لحقوق اللاجئين”، أن هذا التأني يعود إلى عدم توفر الظروف الملائمة، مشيرًا إلى حجم الدمار الهائل الذي طال المنازل والبنية التحتية في المدن السورية نتيجة للحرب. وفي حديثه لـ”عربي21″، أوضح أن “غالبية اللاجئين فقدوا منازلهم وهم في انتظار عملية إعادة الإعمار”، لافتًا إلى أن مناطق مثل حلب وحمص ودرعا قد شهدت دمارًا واسعًا يجعل عودة اللاجئين أمرًا صعبًا في ظل أزمة سكنية حادة. كما أشار إلى غياب المدارس والمراكز الصحية ووسائل النقل في تلك المناطق المدمرة.

ويتفق الناشط السياسي والإنساني مأمون السيد عيسى مع حماد الأسعد في أن الدمار وعدم توفر المساكن يشكل العائق الأكبر أمام عودة اللاجئين. وأضاف في حديثه لـ”عربي21″ أن سوريا تعاني من أزمة سكنية حادة، وأن الإيجارات ارتفعت بشكل غير مسبوق بعد سقوط النظام.

من جهة أخرى، يلفت السيد عيسى الانتباه إلى المخاطر الناجمة عن الألغام ومخلفات الحرب المنتشرة في المناطق المدمرة، قائلاً: “العديد من العائدين إلى هذه المناطق تعرضوا لحوادث خطيرة بسبب الألغام.”

وفيما يتعلق بالأسباب المتعلقة باللاجئين والدول المضيفة لهم، يؤجل البعض عودته لأسباب شخصية. فعلى سبيل المثال، ذكر اللاجئ السوري عبد الله الربيع، المقيم في تركيا، أنه لا يستطيع العودة إلى سوريا قبل أن ينهي أولاده تعليمهم. وأوضح في حديثه لـ”عربي21″ أن ابنه يدرس في الجامعة وابنته في المرحلة الثانوية، وأن العودة ستؤثر سلبًا على استكمال دراستهم في ظل اختلاف المناهج واللغة.

وعلى الرغم من هذه الصعوبات، يؤكد الربيع في نهاية حديثه أن العودة إلى سوريا أمر لا مفر منه بعد زوال “أهم سبب” دفعهم للجوء، وهو “النظام البائد”.

من جانبها، قدمت كندة حواصلي، مديرة الوحدة المجتمعية في مركز “الحوار السوري”، رؤيتها لأسباب التأخير في عودة اللاجئين، وهي: “العامل الاقتصادي، والتعليم، والمأوى”. وأضافت في حديثها لـ”عربي21″ أن العديد من اللاجئين لا يملكون مسكنًا في سوريا ولا المال الكافي لإصلاح منازلهم المدمرة أو شراء منازل جديدة. كما أشارت إلى تحديات التعليم، موضحة أن الأطفال الذين نشأوا في البلدان المضيفة يتعلمون بلغات أجنبية، مما يجعل الانتقال إلى النظام التعليمي السوري أمرًا صعبًا، خاصة في المراحل الدراسية المتقدمة.

وترى حواصلي أن الوضع الاقتصادي المتدهور في سوريا وارتفاع معدلات البطالة يعتبران من العوامل التي تجعل العودة غير ممكنة في الوقت الراهن.

ويرى مضر حماد الأسعد أنه لا يمكن الحديث عن عودة اللاجئين السوريين دون البدء في عملية إعادة الإعمار. وأشار إلى أن حالة عدم الاستقرار التي لا تزال تخيم على بعض المناطق السورية تمثل عاملاً آخر من عوامل التأخير، مؤكدًا على ضرورة تطبيق العدالة الانتقالية وخلق بيئة آمنة تشجع على العودة.

ووفقًا لأرقام الأمم المتحدة، عاد حوالي 1.4 مليون لاجئ سوري من دول الجوار منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، إلا أن مفوضية اللاجئين حذرت من أن العودة المتوقعة لـ 1.5 مليون شخص هذا العام قد لا تتحقق، مشيرة إلى أن العائدين قد يضطرون للعودة إلى بلدان اللجوء إذا لم يتم توفير تمويل كافٍ لدعمهم.

عربي 21

مشاركة المقال: