الخميس, 16 أكتوبر 2025 10:49 PM

رأس العين: مزارعون يحتجون للمطالبة بدعم قطاع الزراعة المتدهور

رأس العين: مزارعون يحتجون للمطالبة بدعم قطاع الزراعة المتدهور

نظم عدد من الفلاحين والمهتمين بالشأن الزراعي في مدينة رأس العين، اليوم الخميس الموافق 16 تشرين الأول، وقفة احتجاجية أمام دوار الجوزة. طالب المحتجون بدعم القطاع الزراعي وتحسين أوضاع المزارعين، بالإضافة إلى تفعيل مؤسسات الدولة لضمان إدارة أفضل للموارد والخدمات.

رفع المشاركون لافتات تطالب بتأمين المحروقات والبذور والأسمدة بأسعار مدعومة، وصيانة شبكات الري المتضررة، وتفعيل دور الدوائر الزراعية الرسمية في الإشراف والدعم. واعتبر المحتجون أن غياب المؤسسات الفاعلة جعل الفلاحين يواجهون مصيرهم بمفردهم.

الزراعة تتراجع

اشتكى عدد من المحتجين، في حديثهم إلى عنب بلدي، من تراجع الزراعة خلال السنوات الأخيرة نتيجة لتهميش القطاع وغياب الدعم من الجهات المعنية. وأوضح المهندس عبد العزيز مطر، منظم الوقفة الاحتجاجية، أن الزراعة في المنطقة تراجعت بشكل كبير نتيجة لتهميش القطاع وغياب الدعم، مشيراً إلى أن الأسعار أصبحت تحت سيطرة التجار دون أي رقابة أو تنظيم من مؤسسات الدولة.

وأكد مطر أن الهدف من الوقفة هو إيصال صوت الفلاحين والمطالبة بتحسين واقع الزراعة من خلال تأمين المحروقات والبذور والأسمدة بأسعار مناسبة، وتفعيل مؤسسات الدولة لتقوم بدورها في دعم وتنظيم القطاع الزراعي. وحذر من أن الزراعة في رأس العين تواجه "خطر الانهيار إذا استمر هذا الإهمال"، مؤكداً أن المزارعين يطالبون فقط بتوفير الحد الأدنى من المقومات التي تتيح لهم الاستمرار في العمل وضمان بقاء الأراضي منتجة.

من جانبه، قال المزارع إسماعيل الشيخ، أحد المحتجين، إن الفلاحين لم يعودوا قادرين على تحمل هذا الواقع الصعب في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة وغياب أي دعم فعلي من الجهات المعنية. وأضاف أن الفلاحين يواجهون صعوبات كبيرة في تأمين المحروقات والبذور والأسمدة، ما دفع كثيرين إلى تقليص المساحات المزروعة هذا الموسم خوفاً من الخسارة وعدم القدرة على تغطية النفقات.

واعتبر الشيخ أن الزراعة، التي كانت سابقاً مصدر رزق مستقر لأغلب الأهالي، تحولت إلى "عبء ثقيل"، مؤكداً أن أغلب المزارعين باتوا يعتمدون على الديون لتأمين مستلزمات الزراعة ومواجهة تكاليف الإنتاج المرتفعة. وأشار إلى أن المحتجين طالبوا بتأمين دعم مباشر للفلاحين وتفعيل دور المؤسسات الزراعية، معتبراً أن استمرار الإهمال سيؤدي إلى تراجع الإنتاج المحلي وازدياد معاناة السكان الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش.

مزارع يرفع لافتة خلال وقفة احتجاجية لمزارعي مدينة رأس العين شمالي الرقة للمطالبة بدعم القطاع الزراعي – 16 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي)

ما حلول الجهات المعنية

قال المتحدث الرسمي باسم المجلس المحلي لمدينة رأس العين، زياد ملكي، إن إمكانيات المجلس محدودة ولا يستطيع دعم المساحات الواسعة من الأراضي الزراعية في رأس العين. وأوضح ملكي أن المجلس سيعمل على تأمين بذار مدعوم بالتعاون مع مديرية الزراعة التركية في حال التوصل إلى اتفاق، معتبراً أن ذلك سيخفف بعض العبء عن الفلاحين.

وأضاف أن المجلس يسعى أيضاً إلى توفير معدات وجرارات للفلاحين بأسعار رمزية لتسهيل أعمالهم الزراعية وتمكينهم من استغلال أراضيهم بشكل أفضل. وأشار إلى أن المجلس المحلي سيعمل على المطالبة بفتح المصرف الزراعي السابق بالتعاون مع الحكومة السورية في حال توفرت الإمكانيات، مؤكداً أن تفعيل هذا المصرف سيكون خطوة مهمة لدعم الزراعة.

وتعتمد رأس العين بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، ما يضيق مجالات العمل ويحد من توفر وظائف متنوعة للسكان، كما أثر ضعف البنية التحتية والخدمات مع ضيق المساحة في قدرة المنطقة على استقطاب الاستثمارات، وأسهم كل ما سبق في ضعف القدرة الشرائية للسكان.

مزارعون يهربون إلى مهن بديلة في رأس العين
مشاركة المقال: