الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025 08:11 AM

الحقن التجميلية: بين تحقيق الجمال ومخاطر سوء الاستخدام

الحقن التجميلية: بين تحقيق الجمال ومخاطر سوء الاستخدام

أصبحت الحقن التجميلية في السنوات الأخيرة جزءًا لا يتجزأ من روتين الجمال لدى الكثير من النساء، اللاتي يسعين لإخفاء تجاعيد التقدم في السن أو تحسين ملامح الوجه. ومع تزايد الإقبال على هذه الإجراءات في المراكز التجميلية والعيادات، تظهر المخاطر والأخطاء المحتملة التي قد تحول النتائج المرجوة إلى تجارب غير سارة أو حتى خطيرة.

تحدث الاختصاصي في الجراحة العامة والتجميلية، صالح حماد، إلى عنب بلدي عن أبرز الأخطاء التي ترتكبها النساء عند التعامل مع الحقن التجميلية، والأسباب الكامنة وراءها، وقدم توصيات للوقاية وتجنب المضاعفات.

أخطاء "الفيلر" و"البوتوكس" وطرق الوقاية

وفقًا للاختصاصي صالح حماد، تعتبر تقنيات الحقن التجميلي مثل "الفيلر" و"البوتوكس" من الإجراءات الأكثر شيوعًا في طب التجميل والجلد، وذلك لفعاليتها في تحسين ملامح الوجه وتقليل علامات التقدم في العمر. وأشار إلى أنه على الرغم من كونها آمنة عند تطبيقها وفقًا للمعايير العلمية، إلا أن بعض الأخطاء قد تؤدي إلى نتائج غير مرضية أو مضاعفات خطيرة، ومن هذه الأخطاء:

  • التوقعات المبالغ فيها: من أبرز أسباب عدم الرضا بعد الإجراء هو وجود توقعات غير منطقية حول النتائج، مثل الرغبة في تغيير جذري للمظهر أو الحصول على شكل مثالي، مما يؤدي إلى شعور بالإحباط وتكرار الجلسات بشكل مفرط، مما يفقد المظهر طبيعته.
  • اختيار مادة أو كمية غير مناسبة: كاستخدام منتجات مجهولة أو غير مرخصة عند حقن "الفيلر"، ما قد يسبب التهابات أو تليفات أو تكتلات. كما أن الإفراط في جرعة حقنة "البوتوكس" قد يؤدي إلى تجمّد تعابير الوجه وفقدان الانطباع الطبيعي.
  • الأخطاء في مناطق الحقن: قد يسبب الحقن غير الدقيق لـ"البوتوكس" تدلي الجفن، وفي محيط الفم قد يؤثر على الابتسامة أو النطق. وفي حالة "الفيلر"، فإن الحقن داخل الأوعية الدموية (خاصة في مناطق عالية الخطورة مثل الأنف أو تحت العين)، قد يؤدي إلى انسداد دموي خطير، وفي حالات نادرة إلى فقدان البصر.
  • اللجوء لغير المتخصصين: من أكثر الأخطاء خطورة هو إجراء الحقن على يد أشخاص غير مؤهلين، مما يرفع احتمالية سوء اختيار المواد أو الأماكن الصحيحة للحقن، بالإضافة إلى غياب القدرة على التعامل مع المضاعفات الفورية مثل انسداد الأوعية أو الحساسية.
  • أخطاء ما قبل الحقن: كإغفال التاريخ الطبي الكامل (مثل الحمل، أمراض المناعة، استخدام مميعات الدم)، أو إجراء الحقن بالتزامن مع وجود التهابات جلدية نشطة أو حب شباب ملتهب في نفس المنطقة.
  • أخطاء ما بعد الحقن: تدليك المنطقة أو لمسها بشكل متكرر، والتعرض المباشر للحرارة (الشمس، الساونا، جلسات الليزر) في الأيام الأولى، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة العنيفة مباشرة بعد الحقن، وإهمال مراجعة الطبيب عند حدوث كدمات أو تورم شديد.

توصيات للوقاية وتجنب النتائج غير المرغوبة

يقدم الاختصاصي حماد عددًا من التوصيات للنساء الراغبات بإجراء حقن تجميلية، والمختصين في هذا المجال، يجب الاهتمام بها ومراعاتها قبل الخوض في هذه التجربة، منها:

  • اختيار طبيب مختص وذي خبرة في الإجراءات التجميلية.
  • الاعتماد فقط على منتجات معتمدة من الجهات الرسمية (FDA,CE).
  • توضيح النتائج المتوقعة بشكل واقعي للمريض قبل بدء العلاج.
  • البدء بكميات معتدلة وتدرجية بدلًا من الجرعات الكبيرة دفعة واحدة.
  • الالتزام الصارم بتعليمات ما قبل وما بعد الحقن.
  • متابعة المريض بشكل دوري لرصد أي مضاعفات مبكرًا.

تبقى الحقن التجميلية أداة فعالة لإبراز جمال الوجه والحفاظ على مظهر شاب، إلا أنها في الوقت نفسه سلاح ذو حدين، فمن الممكن أن تتحول من وسيلة لتحسين الثقة بالنفس إلى مصدر لمعاناة جسدية ونفسية إذا أُجريت بطريقة خاطئة أو بأيدٍ غير مؤهلة. وبين الرغبة في الحصول على نتائج سريعة وضغط معايير الجمال السائدة، يظل الوعي والاختيار الصحيح للطبيب والالتزام بالتعليمات الطبية الخطوة الأهم لتجنب المضاعفات وضمان أن تكون التجربة التجميلية آمنة وناجحة.

مشاركة المقال: