في محاولة لتهدئة الأوضاع الأمنية المتوترة في محافظة السويداء، أعلن محافظ السويداء مصطفى بكور عن اتفاق مبدئي لإعادة تنظيم الوضع الأمني بالاستعانة بعناصر شرطة سابقة من أبناء المحافظة. وأكد بكور في تصريحات لقناة "العربية الحدث" على رفض عودة أي منتسب أمني متورط في أعمال عنف سابقة، مشددًا على أن وزارة الداخلية هي الجهة المخولة بتقييم العناصر الأمنية.
وأشار المحافظ إلى أهمية إشراك أبناء السويداء في إدارة الملف الأمني، مع الاستعانة بقيادات أمنية من خارج المحافظة ضمن مؤسسات الدولة. وأكد على منع حمل السلاح بشكل غير قانوني، وتفعيل تنظيم امتلاك السلاح تدريجيًا لضمان الأمن والاستقرار.
كما أكد بكور على رفض التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يمثل إجماعًا وطنيًا، بما في ذلك أبناء السويداء.
بيان مشيخة العقل: لا لتسليم السلاح ونعم لدور الدولة بمشاركة محلية
تزامنًا مع التصريحات الرسمية، أصدرت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز بيانًا تضمن عدة مطالب ومبادئ، منها:
- تفعيل دور وزارتي الداخلية والضابطة العدلية بمشاركة مباشرة من أبناء المحافظة.
- فتح طريق السويداء – دمشق تحت إشراف الدولة وتأمينها.
- نفي شائعات دخول قوى أمنية إلى المدينة، والتأكيد على أن أي إجراء أمني يجب أن يتم بالتنسيق مع مشايخ العقل الثلاثة، ومحافظ السويداء، ووزارة الداخلية، مع رفض تسليم السلاح.
- الدعوة إلى الهدوء والابتعاد عن الإشاعات للحفاظ على وحدة المحافظة واستقرارها.
وأكد البيان على أن الدولة ومؤسساتها هي المرجعية الوطنية، شريطة الالتزام بالحوار والاحترام المتبادل، وعدم استخدام الأمن كأداة للوصاية أو الهيمنة.
أصوات مدنية: من الضروري ألا تكون التهدئة قصيرة العمر
اعتبر ناشط سياسي من أبناء المحافظة، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الاتفاق يمثل فرصة للتهدئة، لكنه أشار إلى رفض شعبي لإعادة الوجوه الأمنية المرتبطة بالقمع. وأكد على ضرورة بناء الأمن بالشراكة مع المجتمع، لا بالإملاء، متوقعًا أن تكون الاستعانة بالعناصر الشرطية مؤقتة.
سليمان الكفيري، رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان في السويداء، وصف الاتفاق بالإيجابي، لكنه أكد أن نجاحه يعتمد على آلية التنفيذ، داعيًا إلى بناء الثقة تدريجيًا بين المؤسسات الرسمية والمجتمع الأهلي.
الوضع الميداني: انسحاب عسكري وانتشار محدود لقوى الشرطة
أفاد مصدر أمني بأن قوات الأمن التي كانت تستعد لدخول المدينة انسحبت، بالتزامن مع انتشار عناصر الشرطة المدنية على الطرقات الرئيسية، وطريق السويداء – دمشق، وطريق درعا – السويداء. وأوضح المصدر أن الانتشار الحالي سيقتصر على شرطة المرور، والضابطة العدلية، ومكافحة المخدرات.
وشهدت محافظة السويداء توترات أمنية بسبب رفض دخول قوات الأمن العام إلى المدينة، وتصاعدت الأوضاع بعد التدخل الإسرائيلي وقصفه لمواقع حكومية.