الأحد, 21 سبتمبر 2025 09:11 PM

الفاتيكان يطلق نداءً عاجلاً للحد من اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء

الفاتيكان يطلق نداءً عاجلاً للحد من اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء

في تحذير يهدف إلى لفت الانتباه إلى التحديات العالمية المتزايدة، دق الفاتيكان ناقوس الخطر بشأن التفاوت المتزايد بين الأغنياء والفقراء. يأتي هذا النداء في ظل الصراعات والنزاعات التي تعصف بالعديد من الدول.

البابا لاوون الرابع عشر، وفي أول مقابلة صحافية له منذ توليه منصبه في أيار/مايو، والتي أجرتها إليز ألين، كبيرة المراسلين في موقع "Crux" الكاثوليكي، تناول هذه القضية، مستشهداً بمقولة السيد المسيح: "لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين... لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالمَال".

عبّر البابا لاوون عن قلقه العميق إزاء أوضاع ذوي الدخل المحدود، منتقداً بشدة الأجور الباهظة التي يتقاضاها كبار المديرين التنفيذيين، معتبراً أن الفجوة المتسعة بين دخول الطبقة العاملة وثروات الأغنياء تشكل عاملاً رئيسياً في الانقسام العالمي.

كما أعرب عن خشيته من أن ينسى العالم قيمة الحياة البشرية والعائلة والمجتمع، مؤكداً أنه في حال فقدان هذه القيم، ستفقد الأمور الأخرى أهميتها. وأشار إلى أن المديرين التنفيذيين كانوا يتقاضون في السابق ما بين 4 إلى 6 أضعاف أجور العمال، بينما وصل الرقم حالياً إلى 600 ضعف.

وتطرق إلى ما سمعه عن أن إيلون ماسك، رئيس شركة "تسلا" ومالك منصة "إكس"، قد يكون أول شخص في العالم تصل ثروته إلى تريليون دولار، متسائلاً عن دلالة ذلك وعما يعنيه، ومحذراً من أن حدوث ذلك سيضع العالم في ورطة كبيرة.

يعلق الأب البروفيسور باسم الراعي على ذلك قائلاً: "إذا عدنا إلى القرن التاسع عشر وإلى قضية المسألة الاجتماعية، فسنرى أنّ البابا لاوون الثالث عشر في الرسالة حدّد خطرين كبيرين على العالم: الرأسمالية والشيوعية... لأنّ كلاً منهما ينطلق من منظور اقتصاديّ ينتهي في نهاية المطاف إلى المساس بكرامة الإنسان".

ويضيف الراعي في حديث لـ"النهار" أن ترك الاقتصاد على طبيعته المتفلتة يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، معتبراً أن الحرمان من الفرص ليس دائماً بسبب الطبيعة أو القدر، بل نتيجة سياسات في الأغلب.

ويستذكر الأب البروفيسور البابا الراحل فرنسيس الذي أضاء على قضية الهجرة قائلاً: إذا لم ترغب دول العالم في استمرار الهجرة، فعليها أن توفّر للأشخاص أنظمة قابلة للحياة في داخل أوطانها، كي تعيش الناس بكرامتها.

وفي سياق الحديث عن ثروة إيلون ماسك، تجدر الإشارة إلى اقتراح مجلس إدارة "تسلا" خطة تعويضات له بقيمة تريليون دولار، ما يصل إلى 12% من أسهم الشركة، عند تحقيق بعض الأهداف الكبيرة. ومن المقرر عقد تصويت للمساهمين في تشرين الثاني/نوفمبر.

ويرى الأب الراعي أن تعليق البابا لاوون على ماسك كان تعبيراً واضحاً عن المفاجأة من أنّ شخصاً واحداً في العالم يمكن أن يمتلك كلّ هذه القدرات، معتبراً أن أي احتكار يحرم الناس من القدرات لتطوير ذاتها يُعدّ بحدّ ذاته فعل خطيئة.

ويتابع: "لنا أن نتذكّر كيف تأتي شركات كبرى من أوروبا أو أميركا أو الصين لتفتح معامل في دول فقيرة مثل بنغلادش، وتشغّل العمّال بظروف بائسة جداً وبأجور زهيدة، بينما تحقّق أرباحاً هائلة من بيع المنتجات في الأسواق العالمية. هنا تكمن الورطة الكبيرة".

ويختم الأب الراعي بالإشارة إلى وجود تيار من رجال الأعمال الكاثوليك الرافضين لهذا النهج الاقتصادي العالمي، مؤكداً على دور الكنيسة في تقديم نموذج من الزهد والاعتدال، كما جسّدته مسيرة البابوات السابقين: يوحنا بولس الثاني، بولس السادس، بنديكتوس، فرنسيس، وصولاً إلى البابا الحالي.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: