السبت, 11 أكتوبر 2025 01:13 AM

القلق: كيف تكتشف أعراضه وتتعامل معه بفعالية؟

القلق: كيف تكتشف أعراضه وتتعامل معه بفعالية؟

الخوف غير المبرر، والتوتر الدائم، والأفكار السوداء ليست مجرد مشاعر عابرة، بل هي حالة تتحول إلى سلوك يلازم الكثيرين ويؤثر على جوانب حياتهم المختلفة، بما في ذلك قراراتهم وعلاقاتهم، مما يؤثر على رفاههم وجودة حياتهم.

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن اضطرابات القلق تعتبر الأكثر شيوعاً بين الاضطرابات النفسية على مستوى العالم، حيث أصابت 359 مليون شخص في عام 2021. وتُظهر الإحصائيات أن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق مقارنة بالرجال، وغالباً ما تبدأ الأعراض خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة. ومع ذلك، يتلقى ما يقرب من ربع الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات العلاج المناسب.

تتنوع أنواع القلق، وتشمل الهلع، والرهاب، والقلق الاجتماعي، والوسواس القهري، وقلق الانفصال، وقلق المرض، واضطراب ما بعد الصدمة.

كيف يمكن للشخص اكتشاف إصابته بالقلق؟

تؤكد الدكتورة ساندي الترك، المعالجة النفسية والأستاذة المحاضرة في جامعة الروح القدس الكاسليك، لـ"النهار" أنه لا يوجد سبب واحد ومباشر للقلق، بل غالبية الحالات تعود إلى تجمع عدة عوامل تؤثر على الحياة وتتحول إلى سلوك يومي. وتشمل هذه العوامل سمات الشخصية، وتراكم الضغوط، والمعاناة من اضطرابات مثل الاكتئاب، والإفراط في تناول بعض الأدوية، والضغوط الاجتماعية والعائلية، والتنمر، وتراكمات من الطفولة، والصدمات، بالإضافة إلى الجينات الوراثية.

هناك أعراض جسدية ونفسية تشير إلى الإصابة بالقلق، مثل الشعور بعدم الراحة والتوتر، وسرعة خفقان القلب، والتنفس السريع، والتعرق، والرجفة، وقلة التركيز والنوم، والتهرب من أي عامل يرفع مستوى القلق، والتفكير المفرط، والشعور المستمر بالخوف من المستقبل، والشعور بالخطر، والخوف من شيء غير واقعي في وضع عادي.

كيف يؤثر القلق على العلاقات والعمل والمزاج؟

بحسب الدكتورة الترك، يؤثر القلق على الصحة النفسية للشخص وقراراته وتركيزه ووظائفه الإدراكية. كما يؤدي إلى تقلبات في المزاج وضعف الإنتاجية. وفي مجال العمل، قد يشعر الشخص بأنه غير كفء وقد يصل إلى الاحتراق الوظيفي وعدم القدرة على إتمام المهام المطلوبة.

على مستوى العلاقات العاطفية، يصبح التواصل أصعب، ويقل الجهد المبذول في العلاقة، ويزداد القلق بشأن نظرة الطرف الآخر. وتتعزز العزلة ويصعب التواجد في المحيط الاجتماعي.

يؤثر القلق بشكل كبير على النوم، حيث يتسبب في الأرق والتفكير المفرط ليلاً، مما يزيد من حدة القلق ويفاقم التعب الذهني والجسدي، ويدخل الشخص في حلقة مفرغة.

كيف يؤثر القلق على الجسم؟

تؤكد الدراسات العلمية والأبحاث الطبية أن القلق يؤدي إلى آثار جسدية على مستويات متعددة، مثل الجهاز العصبي المركزي، والقلب والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، والمفاصل. فكل المشاعر التي يشعر بها الشخص تظهر على شكل أعراض جسدية تؤثر على أجهزة الجسم الفيزيولوجية، مثل الإمساك أو الإسهال، والغثيان، وضعف المناعة، وآلام المفاصل والتشنج العضلي، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من المشاكل.

كيف يتفاعل العقل مع القلق؟

القلق هو استجابة طبيعية للتوتر. وعند الشعور بالقلق، يشعر الشخص بمشاعر متنوعة مثل التوتر والعصبية وعدم القدرة على الاسترخاء والخوف من الأسوأ، والخوف من أن يرى الآخرون قلقه، وعدم القدرة على التوقف عن القلق، والقلق بشأن القلق نفسه، والرغبة في الحصول على الطمأنينة من الآخرين أو القلق من غضبهم أو انزعاجهم منه، وتعكر المزاج والاكتئاب، وإعادة التفكير في التجارب والمواقف السيئة.

كيف نعالج القلق؟

إذا كان القلق في مراحله الأولى، يمكن للشخص اللجوء إلى ممارسات مساعدة، مثل التأمل وتمارين التنفس وإعادة بناء التفكير وتحويل الأفكار السلبية إلى أفكار واقعية وأكثر توازناً. ويمكن تخصيص أوقات معينة من اليوم للقلق لمنع سيطرته على اليوم بأكمله، وإدارة الوقت بالتناوب بين العمل والراحة.

ولكن عندما يصبح القلق حاداً ومزمناً ويجد الشخص نفسه غير قادر على السيطرة عليه ولا على حياته، من المهم اللجوء إلى اختصاصي لتجنب تحول الأمر إلى اضطراب نفسي أو اكتئاب. وقد يكون العلاج النفسي السلوكي حلاً في بعض الحالات، والأدوية حلاً في حالات أخرى.

نصائح مساعدة… اعتنِ بنفسك وغيّر نمط حياتك!

  • تجنب الكحول أو قلل منها ومن الكافيين، وامتنع عن تعاطي المخدرات.
  • مارس الرياضة بانتظام، حتى لو كانت مجرد مشي قصير.
  • تمسك بعادات الأكل والنوم المنتظمة قدر الإمكان، واتبع نظاماً غذائياً صحياً.
  • تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس البطيء.
  • مارس التأمل واليقظة الذهنية، حتى لو لبضع دقائق يومياً.
  • أقلع عن التدخين.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: