الثلاثاء, 17 يونيو 2025 12:39 PM

تصعيد خطير: إسرائيل تقصف التلفزيون الإيراني وتتبادل الضربات مع طهران

تصعيد خطير: إسرائيل تقصف التلفزيون الإيراني وتتبادل الضربات مع طهران

تعرض مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني لقصف من الطيران الإسرائيلي، في أثناء بثّه المباشر اليوم، 16 من حزيران. وبحسب وسائل إعلام إيرانية، منها “تسنيم”، أسفر القصف الإسرائيلي على أحد مباني التلفزيون الإيراني، عن أضرار ماديّة دون تسجيل إصابات بشرية.

ووفقًا لـ”تسنيم” توقف البث التلفزيوني فور تعرض المبنى للهجوم، ثم استأنف بثّه مجددًا، من الاستديو الاحتياطي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية. وقالت الوكالة الإيرانية، إن القصف الإسرائيلي على مبنى التلفزيون، سابقة، كونه يستهدف مؤسسة إعلامية رسمية، واعتبرته انتهاكًا “صارخًا” للقوانين الدولية التي تحظر الاعتداء على المؤسسات المدنية والإعلامية.

وانتشر مقطع مصور، يظهر تعرض التلفزيون للقصف، في أثناء خروج المذيعة الإيرانية، سحر إمامي، في بثّ مباشر، ما دفعها لمغادرة الاستوديو.

من جانبه، أقرّ الجيش الإسرائيلي باستهداف المبنى، وقال إن إيران تستخدمه لأغراض عسكرية. وأضاف أن إيران استخدمت هذا المقر “بتغطية مدنية” لتفعيل نشاطات عسكرية مستفيدة من وسائط وإمكانيات المقر. وأشار إلى أنه حذّر المدنيين في المنطقة مسبقًا وبصورة “فعالة”، بما في ذلك اتصالات هاتفية، ثم هاجم المبنى بصورة وصفها بـ”الدقيقة” للتقليل من تضرر “غير المتورطين” حسب تعبيره.

وقال الجيش الإسرائيلي عبر حسابه، قبل عدة ساعات، إنه سيقصف أهدافًا عسكرية في إيران. وحذّرت إسرائيل المدنيين الإيرانيين من الاقتراب من “المنطقة الثالثة” في العاصمة طهران، وطالبتهم بإخلائها. وقالت إن الجيش الإسرائيلي سيتحرك في هذه المنطقة لمهاجمة البنية التحتية العسكرية للنظام الإيراني، كما فعل في الأيام الأخيرة حول طهران.

وفي السياق، أعلنت منظمة “الهلال الأحمر” في إيران، اليوم، عن تعرضها لهجوم أدى لإصابة اثنين من كوادرها، يرجح أنهما قتلها، وفقًا لوكالة “إيرنا” الإيرانية.

على الجانب الآخر، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن قنوات إيرانية هددت قناتي “N12″ و”14” الإسرائيليتين بالقصف، ردًا على الهجوم على مبنى التلفزيون الحكومي في طهران.

وتتواصل، لليوم الرابع على التوالي، عمليات القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، بعد أن بدأت الأخيرة عملية عسكرية أسمتها “الأسد الصاعد”. وبثّ حساب الجيش الإسرائيلي اليوم، مقاطع مصورة، وقال إنها تظهر قصف سلاح الجو لعدة شاحنات تحمل معدات عسكرية، بينها منصات إطلاق صواريخ أرض جو. وأضاف أنها تتحرك من غربي إيران باتجاه طهران، ما اعتبره “محاولة للتهرب من هجمات الجيش الإسرائيلي”.

“الأسد الصاعد” تسمية مستوحاة من سفر العدد، الإصحاح 23، الآية 24، إذ تقول “هوذا الشعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد، لا يضطجع حتى يأكل الفريسة ويشرب دم القتلى”. وهي جزء من “نبوءة بلعام”، النبي الذي استدعاه بَلاق ملك موآب للعن بني إسرائيل، لكنه خالف الأمر، ونطق ببركة اعتبرت في السياق التوراتي وعدًا إلهيًا بالنصر والتمكين.

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن إسرائيل تواصل استهداف قيادات بارزة في المؤسسة الأمنية الإيرانية، معلنة مقتل أربعة مسؤولين بارزين، من بينهم رئيس جهاز الاستخبارات في “الحرس الثوري” الإيراني. وأضاف أن إسرائيل دمّرت ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية منذ بداية العملية، وأن أكثر من 50 طائرة مقاتلة شاركت في عمليات استهداف لمخازن ومنصات صواريخ أرض- أرض كانت موجهة نحو الأراضي الإسرائيلية.

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية على إيران، عن مقتل 45 امرأة وطفلًا، وإصابة 75 آخرين، بالإضافة إلى استهداف مستشفى في مدينة كرمانشاه، حسب ما نقلته وكالة “تسنيم”.

على الجانب الآخر، تعرضت شركة “Oil Refineries” النفطية الإسرائيلية لهجوم صاورخي إيراني، أدى إلى إغلاق جزئي مؤقت لبعض المرافق، وفق ما نقلته صحيفة “جيروزاليم” الإسرائيلية.

بدأ التصعيد الأحدث، بين إسرائيل وإيران، بعد أن شنت تل أبيب عدة غارات جوية على مناطق مختلفة في إيران، بما فيها العاصمة طهران، مستهدفة منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية، فجر 13 من حزيران. بعد ساعات، ردّت طهران على الغارات الإسرائيلية عبر مئات المسيرات والصواريخ البالستية، التي استهدفت عدة مناطق في إسرائيل، من ضمنها تل أبيب.

وخلال عمليات القصف المتبادل، سقطت عدة صواريخ على الأرضي السورية، بعد اعتراضها من الجانب الإسرائيلي، مخلّفة أضرار مادّية. وأسقط صاروخ إسرائيلي مسيّرتين إيرانيتين اليوم، الاثنين، عند اقترابهما من السياج الفاصل مع الجولان السوري، في منطقة أبو رجم بريف القنيطرة الجنوبي، وفقًا لقناة “الإخبارية السورية“.

وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، بأن مسيّرة إيرانية سقطت بمنطقة نوى في ريف درعا الغربي اليوم، في أثناء استهداف الدفاع الجوي الإسرائيلي لها. وسقطت بقايا المسيرة الإيرانية فوق أحد منازل المدنيين، ما أدى إلى تضرر المنزل، ولم تسجل أي خسائر بشرية.

كما سقطت مسيّرة أخرى اليوم في بلدة خربة قيس في ريف درعا، ما أدى إلى نشوب حريق دون حدوث أضرار، وفقًا لمراسل عنب بلدي في درعا.

مشاركة المقال: