الأحد, 20 أبريل 2025 11:08 AM

تقلص النفوذ الإيراني في البوكمال: انسحابات استراتيجية وسط تصاعد الضغوط الجوية والسياسية

تقلص النفوذ الإيراني في البوكمال: انسحابات استراتيجية وسط تصاعد الضغوط الجوية والسياسية
تشير المعلومات المحلية إلى تحول كبير في استراتيجيات الميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال، التي تقع في ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود السورية-العراقية. يتمثل هذا التغيير في تقليص الظهور العلني وخفض الأنشطة العسكرية، وهو ما يثير تساؤلات عن أسباب هذا التحول وآثاره المحتملة على أمن المنطقة. أفادت مصادر بأن الميليشيات الإيرانية أقدمت على إخلاء العديد من مقراتها العسكرية في المدينة، مع انخفاض كبير في أعداد العناصر الأجنبية والمحلية. بقيت فقط مجموعة صغيرة من العناصر المحلية للقيام بأعمال الحراسة. كما لوحظ تراجع عدد الدوريات ونقاط التفتيش التي كانت تديرها مجموعات مثل "الحرس الثوري" الإيراني و"فاطميون". بدلاً من ذلك، تم استبدال بعض النقاط بحواجز يديرها عناصر محليون بأعداد محدودة، خاصة في مداخل المدينة ومخارجها. التحركات الجديدة للميليشيات الإيرانية تعكس حرصها على تقليل استهدافها من قبل الضربات الجوية. حيث لجأت إلى تخزين كميات كبيرة من الأسلحة في مستودعات تقع بين البوكمال ودير الزور. كما أن القادة الأجانب غادروا المنطقة بعد تعرضها لقصف أخير، وانتقلوا إلى العراق لإدارة العمليات عن بعد. هذا التحول يشير إلى تقييم أمني جديد يعكس القلق المتزايد من الضربات الجوية. ورغم هذا التقليص، استمرت عمليات التجنيد بين سكان البوكمال دون الحاجة لتدريب عسكري أو عقائدي، مع تركيز على تقديم حوافز مالية لجذب المتطوعين. كما تم إلغاء تدريبات عسكرية سابقة خشية استهداف الاجتماعات التي تضم قيادات الميليشيا. وضمن الإجراءات الاحترازية، لجأت بعض المنشآت العسكرية، مثل المركز الثقافي الإيراني ومراكز التجنيد التابعة لـ"حزب الله"، إلى إطفاء أنوارها ليلًا، لتجنب استهدافها من الطيران الحربي الإسرائيلي أو التابع للتحالف الدولي. تراجع هذا التواجد العسكري يبدو وكأنه خطوة استراتيجية تهدف لتقليل المخاطر وتعزيز سبل البقاء في ظل الظروف الصعبة. غير أن استمرار النشاطات الأخرى، كالتجنيد والمناورات، يشير إلى تصميم إيران على المحافظة على نفوذها في المنطقة، رغم الضغوط المتزايدة.
مشاركة المقال: