الأربعاء, 5 نوفمبر 2025 02:10 AM

خلافات فنية وسياسية: كندة حنا تتهم سامر المصري بعرقلة مشاركتها في مسلسل "النويلاتي"

خلافات فنية وسياسية: كندة حنا تتهم سامر المصري بعرقلة مشاركتها في مسلسل "النويلاتي"

كثيرة هي العوامل التي تؤثر في سوق الإنتاج الدرامي وتحدد مصير الفنان وظهوره على الشاشة. أحد أبرز هذه العوامل هو موضوع "الشللية" الذي يلقي بظلاله على الأوساط الفنية، بما في ذلك الساحة السورية، ويؤثر على حضور النجوم في الموسم الرمضاني.

فقد كشفت الممثلة السورية كندة حنا في ظهورها الأخير في بودكاست "وبعدين" مع الإعلامية رابعة الزيات، عن تفاصيل مثيرة من كواليس مسلسل "النويلاتي" (تأليف عثمان جحى وإخراج يزن شربتجي)، حيث كان من المفترض أن تشارك في بطولته إلى جانب سامر المصري.

وأوضحت حنا أن انسحابها من العمل لم يكن قرارًا شخصيًا، بل بسبب رفض بطل العمل لوجودها. وأشارت إلى أنها تلقت اتصالاً من شركة "غولدن لاين" التي عرضت عليها أن تكون بديلة لممثلة اعتذرت عن عدم المشاركة في "النويلاتي". وبعد قراءة النص، وافقت وبدأت التصوير.

لكن الأمور تغيرت بشكل مفاجئ، إذ توقف التصوير في اليوم الثاني، لتتلقى لاحقًا اتصالاً من مشرفة العمل المخرجة رشا شربتجي، أبلغتها فيه أن سامر المصري لا يرغب في وجودها في المشروع، وأن الشركة قررت استبدالها بممثلة أخرى.

حاولت كندة حنا الحصول على تعويض عن الوقت الذي أمضته في التحضيرات، لكن الشركة اعتذرت. وأكدت أنها ليست غاضبة، وتتمنى النجاح لكل القائمين على العمل، مع تحفظها على الموقف وإشارتها إلى أنها قد تلجأ إلى الإجراءات القانونية إذا لزم الأمر، مؤكدة أنها لجأت إلى نقابة الفنانين السوريين وقدمت شكوى رسمية، مشيرة إلى أن النقيب مازن الناطور أبدى تعاطفاً كبيراً معها.

يذكر أن مسلسل "النويلاتي" يروي حكاية مستوحاة من التاريخ المحلي لمدينة دمشق، ويسلط الضوء على مهنة النول القديمة التي ارتبطت بتربية دود القز واستخراج الحرير، إضافة إلى التعمق في حياة "شيوخ الكار" الذين شكلوا ملامح الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة. كما يضم العمل توثيقاً لأحداث "طوشة الشام" (عام 1860) التي شهدت اقتتالاً بين المسلمين والمسيحيين واليهود.

إلى جانب سامر المصري، يشارك في المسلسل كوكبة من الممثلين السوريين البارزين، بينهم: فادي صبيح، ومحمد حداقي، وفايز قزق، ونادين تحسين بيك، وإبراهيم شيخ إبراهيم، ورائد مشرف، وراما رسمي، وغزوان الصفدي، وحسين عباس، وجمال العلي، وأمانة والي، ومجموعة من النجوم الشباب.

وكانت كندة حنا قد أثارت جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد سقوط نظام بشار الأسد، إذ أطلقت تصريحات أعربت فيها عن شعورها بالخوف والقلق بعد سقوط النظام. وأوضحت ابنة مدينة حماة السورية (عام 1984) حينها بأنها غادرت سوريا وانتقلت إلى مدينة أربيل بسبب خوفها من المجهول ورغبتها في تأمين مستقبل لأبنائها، مضيفة: «غادرت لأنني لم أفهم ماذا حصل وغير مستعدة للانتظار».

على الجانب الآخر، يعود سامر المصري بشخصية "فيصل الغواص" في مسلسل "النويلاتي" بعد غياب طويل عن الأعمال المحلية. إذ غادر البلاد بعد اندلاع الأزمة السورية في عام 2012، واشتهر بمعارضته للنظام السوري السابق.

وكان المصري قد كشف سابقاً في حوار مع "تلفزيون سوريا" عن موقفه من العمل مع بعض الفنانين الذين كانوا مؤيدين لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد السقوط، قائلاً إنه يرفض العمل معهم، موضحاً عن وجود ثلاث فئات من الناس في سوريا: الفئة الأولى تضم أولئك الذين عاشوا في دمشق وعارضوا النظام السابق بصمت. أما الفئة الثانية، فتشمل الأشخاص الذين وصفهم بالشبيحة بطبيعتهم، و«هؤلاء يتلونون بحسب الموجة لتحقيق مصالحهم الشخصية، ولا يمكن الحديث معهم أو تغيير مواقفهم».

أما الفئة الثالثة، فتضم من مارسوا التشبيح في البداية ثم حاولوا تقديم أنفسهم كمنتقدين أو مثقفين، لكنهم عادوا إلى التشبيح ضد السوريين وما زالوا يأملون بعودة عائلة الأسد، وفقاً للمصري. وشدّد الأخير على رفضه التام العمل مع الفئة الثالثة، بقوله: «إذا عُرض عليّ دور بطولة مع شخص كان يمارس التشبيح وما يزال، فلن أستطيع التعاون معه، بالنسبة إليّ، هذا الأمر لا نقاش فيه».

ولم يكشف المصري حتى الآن عن سبب رفضه التعاون مع كندة حنا، وهو ما رآه بعض النقاد غرقاً في التحزبات السياسية التي لا تزال تجعل لمّ شمل الوسط الفني أمراً مستحيلاً رغم غلبة سمة «تجاوز الماضي» في التحضيرات للموسم الرمضاني عبر عودة الكثير من الفنانين المهاجرين منهم جمال سليمان، ويارا صبري، وفارس الحلو وعبد الحكيم قطيفان وغيرهم.

مشاركة المقال: