السبت, 13 سبتمبر 2025 09:17 AM

داريا: تحسينات خدمية تدريجية تواجه تحديات النمو السكاني ونقص الموارد

داريا: تحسينات خدمية تدريجية تواجه تحديات النمو السكاني ونقص الموارد

تشهد مدينة داريا تحسينات ملحوظة في الخدمات الأساسية، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها نتيجة للزيادة السكانية ونقص الإمكانيات المتاحة. صرح محمد جعنينة، رئيس المجلس المحلي في داريا، لمنصة "سوريا 24" عن آخر التطورات والخطط الجارية لتحسين الخدمات في المدينة بعد تحريرها.

إدارة النفايات: تحسن ملحوظ رغم التحديات المستمرة

أكد جعنينة أن قطاع النظافة في داريا شهد تحسنًا ملحوظًا بعد انسحاب مديرية النظافة التابعة لمحافظة ريف دمشق، واعتماد البلدية المحلية على مواردها الذاتية. وأوضح أن البلدة كانت تعاني من نقص في المعدات الأساسية مثل الضاغطات والجرارات وآليات نقل القمامة، بالإضافة إلى التأخر في ترحيل المكبات بشكل منتظم.

منذ حوالي عشرة أيام، تولت البلدية مسؤولية ترحيل القمامة، حيث تمت إزالة التراكمات بالكامل، ويجري الآن معالجة أكوام النفايات في المناطق الصناعية مثل كسرات داريا القديمة والمنطقة خلف "تاون سنتر" يوميًا. كما يتم ترحيل نواتج النظافة إلى مكب دير العلي كل يومين إلى ثلاثة أيام.

على الرغم من التحسن الملحوظ، أشار جعنينة إلى الحاجة الماسة إلى حوالي 50 حاوية إضافية بشكل عاجل لضمان عدم تراكم الأوساخ في الشوارع ومعالجتها بشكل فوري.

المواصلات: جهود لتوسيع الخطوط وتخفيض التكاليف

في قطاع النقل، أوضح جعنينة أنه تم تأمين خطوط مواصلات جيدة بين داريا ودمشق، حيث يوجد أكثر من 110 سيارات تعمل على هذا الخط. تم تحديد تسعيرة الركوب بـ 4000 ليرة، مع السعي لتخفيضها قدر الإمكان. كما تم تفعيل خطوط بين داريا والمعضمية، والفصول الأربعة، مع وجود خطط لتأمين خطوط جديدة بين داريا وصحنايا، وداريا وطريق الحديد، وداريا وفريج المعامل، على الرغم من الحاجة إلى عدد كبير من السيارات لتحقيق ذلك.

المياه: تأهيل الآبار وزيادة الخزانات لضمان التوزيع

أكد جعنينة أن نقص المياه لا يزال يؤثر على إمدادات المدينة، خاصة في الأطراف بسبب قدم الشبكة. ولمعالجة هذه المشكلة، تعمل البلدية على تأهيل ما يقرب من 10 إلى 11 بئرًا لتغذية الشبكة المحلية، بالإضافة إلى دعم المياه القادمة من دمشق. وأشار إلى أن ضخ المياه مباشرة من الآبار لا يوفر ضغطًا كافيًا للوصول إلى الشقق، مما يستدعي زيادة عدد الخزانات لضمان توزيع المياه بشكل آمن وكافٍ. حاليًا، تصل المياه إلى داريا مرتين أسبوعيًا، يومي الاثنين والخميس، ولكن نقص المياه أدى إلى تقليل فترات الإمداد مؤخرًا.

الكهرباء: تحسينات جزئية وتحديات في توفير المواد

فيما يتعلق بالكهرباء، ذكر جعنينة أن الوضع تحسن نوعيًا، حيث أصبحت ساعات التغذية أطول من السابق، ولكنها لا تزال غير مستقرة بشكل كامل. يعتمد تحسين الكهرباء على تركيب مراكز تحويل جديدة في مناطق مختلفة من المدينة، إلا أن ارتفاع تكلفة المواد اللازمة وكثرة الطلب عليها يشكلان عائقًا أمام تحقيق تحسينات أسرع.

الضغط السكاني: تحدٍ مستمر للخدمات والبنية التحتية

أكد جعنينة أن الزيادة السكانية في داريا تضغط بشكل كبير على الخدمات والبنية التحتية، مما يؤدي إلى ازدحام الطرق وتدهور البنية التحتية المتآكلة. وأوضح أن الخدمات تتحسن بشكل طفيف، لكنها لا تواكب عدد السكان العائدين، مما يتطلب جهودًا وإمكانيات أكبر بكثير من المتاح حاليًا.

الحاجة إلى دعم شامل للخدمات

اختتم رئيس المجلس المحلي حديثه بالتأكيد على ضرورة دعم جميع الخدمات في المدينة، بما في ذلك الزراعة والصناعة والطرق والصرف الصحي والنقل، لضمان تحسين الأوضاع بشكل واضح في المستقبل القريب. وأخيرًا، تشهد داريا تحسنًا تدريجيًا في قطاعات النظافة والنقل والمياه والكهرباء، لكن استمرار التحديات مثل نقص الموارد والزيادة السكانية وقدم البنية التحتية يتطلب دعمًا كبيرًا وجهودًا مستمرة لتحسين مستوى الخدمات بشكل ملموس لجميع السكان.

مشاركة المقال: