الأربعاء, 17 سبتمبر 2025 10:47 PM

دير مار موسى يحتضن حوارًا حول العدالة الانتقالية والسلم الأهلي بمشاركة شخصيات سورية

دير مار موسى يحتضن حوارًا حول العدالة الانتقالية والسلم الأهلي بمشاركة شخصيات سورية

استضاف دير مار موسى الحبشي في منطقة النبك بريف دمشق، يوم أمس، جلسة حوارية هامة نظمتها مؤسسة "حقي" بالتعاون مع المجلس العربي، وشهدت مشاركة نخبة من الشخصيات الاجتماعية والفكرية السورية من مختلف الخلفيات الدينية والثقافية.

وقع الاختيار على الدير لما يمثله من رمزية تاريخية وحضارية عميقة في الذاكرة السورية، خاصةً وأنه كان مركزًا لمشاريع حوار الأديان والسلام التي أسسها الأب باولو، المغيّب قسرًا منذ سنوات بسبب دعمه للثورة السورية.

شارك في الجلسة ما بين 25 و30 شخصية تمثل مختلف أطياف المجتمع السوري، حيث تركزت النقاشات حول العدالة الانتقالية باعتبارها مدخلًا أساسيًا لبناء السلم الأهلي المستدام. وتناولت المداخلات محاور متعددة، من أبرزها ضرورة الاعتراف بالانتهاكات التي وقعت خلال سنوات الحرب، والعمل على وضع آليات محاسبة تضمن إنصاف الضحايا، بالإضافة إلى تأسيس قواعد قانونية تمهد الطريق أمام مصالحة وطنية شاملة تقوم على العدل والإنصاف، لا على التجاهل أو الانتقائية.

وفي تصريح خاص لمنصة ، أوضحت الباحثة القانونية في المجلس العربي بمؤسسة حقي، نور عويس، أن "الفكرة الأساسية التي انطلقت منها الجلسة هي أن بناء السلام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال توحيد الرؤى بين مختلف مكونات المجتمع السوري، من مسلمين ومسيحيين وطوائف أخرى. فالعدالة الانتقالية يجب أن تكون عملية سورية خالصة، تنبع من الداخل وليس من الخارج، لضمان مصداقيتها وقبولها على نطاق واسع".

وأضافت عويس أن المجتمع السوري بحاجة ماسة إلى "حوامل اجتماعية قوية تدعم مسار العدالة الانتقالية، بحيث لا تقتصر على مجرد شعارات، بل تتحول إلى خطوات عملية ملموسة تعالج الجروح العميقة التي خلفتها الحرب".

من جانبهم، أكد المشاركون في الجلسة على أن العدالة الانتقالية تمثل مخاضًا وطنيًا وقانونيًا ضروريًا للانتقال من حالة الحرب إلى حالة السلام، ومن نظام استبدادي إلى نظام قائم على المحاسبة والمساءلة، مشيرين إلى أن أي عدالة لا تقوم على الوضوح والإنصاف قد تتحول إلى عدالة منقوصة تفتح الباب أمام صراعات جديدة.

واختتمت الجلسة بمجموعة من التوصيات الأولية التي أكدت على أهمية توسيع نطاق هذه اللقاءات الحوارية، بما يسهم في بناء أرضية مشتركة بين السوريين، وإعادة الاعتبار لقيم السلام والعيش المشترك التي جسدها الأب باولو في مشروعه التاريخي بدير مار موسى.

مشاركة المقال: