شهد المجتمع السوري ثلاثة أحداث تتعلق بالأمن العام خلال الفترة الماضية. الأول، في مدينة صحنايا بريف دمشق، حيث قيل إن سكانًا من أصول سويداوية اعتدوا على أخ وأخته من دير الزور، مما أثار استنفار عشيرة الضحايا. انتهى الأمر بصلح دون أذى جسدي خطير.
الحدث الثاني، توقيف حاجز أمني في حمص لناشطين من السويداء كانوا متجهين إلى الرقة لحضور ورشة عمل سياسية. تعرضوا للاحتجاز والضرب، مما دفع فعاليات من السويداء للاحتجاج أمام محافظ السويداء الجديد، مصطفى بكور. وعد المحافظ بمتابعة القضية شخصيًا.
الحدث الثالث، اختطاف أحد المسؤولين الأمنيين في الدريكيش، الملقب بـ "أبو العز"، من قبل فلول النظام السابق. لم يتم العثور عليه حتى الآن، مما دفع أهله وعشيرته للمطالبة بالكشف عن مصيره.
بالتزامن مع هذه الأحداث، انشغل السوريون بلقاء رجل الأعمال أيمن الأصفري على قناة "سوريا" وبمقطع مسرب من اجتماع محافظ السويداء مع الأهالي، خاصة الجزء الذي ظهرت فيه السيدة غادة الشعراني. أثار المقطع جدلاً واسعًا بين مؤيد ومعارض لطريقة تعاملها مع المحافظ.
الأمر الأهم هو تصاعد الانتماءات ما دون الدولة داخل المجتمع السوري. يعتمد الأفراد على مجموعاتهم العشائرية أو الطائفية لتحصيل حقوقهم والحفاظ على أمنهم، مما يشير إلى تراجع دور الدولة ومفهوم المواطنة. يجب العمل بسرعة لتجاوز هذه المرحلة لتجنب تجذرها في المجتمع.
سبب الانتشار الواسع لكلمة السيدة غادة يعود إلى الصورة البصرية للتسجيل، خاصة لحظة وقوفها واقترابها من المحافظ. هذه اللحظة جمعت تناقضات عديدة: هي واقفة وهو جالس، هي تتحدث بسرعة وهو صامت، هي عابسة وهو مبتسم، هو سلطة وهي ضد السلطة، وغيرها. هذه الصورة المعكوسة تجذب الانتباه وتثير التفكير.
صورة أعتقد أنها ستبقى لفترة طويلة في ذاكرة الكثيرين، وسيتأملونها كثيرًا.
