نشر رئيس اتحاد السوريين في المهجر، ثابت عبارة، منشورا على صفحته في فيسبوك، عبر فيه عن "مخاوف وهواجس" بشأن التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وتعيين حكومة تصريف أعمال مؤقتة.
أشار عبارة إلى أن "السوريون عاشوا نشوة النصر بعد سقوط الطاغية، لكن سرعان ما تحولت الاحتفالات إلى صمت بعد ظهور صور المسلخ البشري في صيدنايا وتدمير إسرائيل للبنية التحتية العسكرية." وأكد أن الصورة لا تزال ضبابية ولا توجد إشارات واضحة حول السيناريو المستقبلي، محملا النظام السابق مسؤولية هذا الوضع.
وطرح عبارة سلسلة من القضايا والتساؤلات التي تهم السوريين، مؤكدا على أن الجميع شارك في إسقاط النظام، ولا فضل لأحد على أحد في ذلك. وتساءل عن الصفقات التي تمت، وعن استقلالية قرار هيئة تحرير الشام بالعمل العسكري، وعما إذا كانت القوى الدولية سمحت للسوريين بالتحول إلى نظام حكم يرتضونه.
كما تساءل عن مدى انتهاء الحالة الفصائلية قبل معركة التحرير الكبرى، وعن مصير معتقلي الرأي في المناطق التي انطلقت منها العملية العسكرية، وعن التوافق بين فصائل "الجيش الوطني السوري" وهيئة تحرير الشام. وانتقد عدم امتداد هيئة تحرير الشام إلى دير الزور والحسكة والرقة قبل إعلان تشكيل "حكومة انتقالية لسوريا".
وانتقد عبارة نموذج هيئة تحرير الشام و"حكومة الإنقاذ"، مشيرا إلى غياب الحريات الأساسية وعدم وجود تمثيل للمرأة أو الليبراليين في تشكيلاتها. وأكد أن هذا النهج الإقصائي يزرع الشكوك حول إمكانية تحقيق شمولية أو عدالة في حكم سوريا.
وحذر من محاولة احتكار النصر والإيحاء بأن الثورة كانت إسلامية الطابع، مؤكدا أن الثورة كانت لكرامة الإنسان ولإطلاق الحريات وإنهاء الفساد. وشدد على أن الثورة السورية ثورة عدالة وليست ثورة انتقام، وأن السلم الأهلي خط أحمر، لكن استدامته تستدعي تحقيق العدالة ومحاكمة المجرمين.
وانتقد عبارة النموذج الحالي لتشكيل الحكومة، معتبرا إياه "اجتهادا شخصيا" من أحمد الشرع، وتساءل عمن وكّل الجولاني بتشكيل الحكومة. وأكد أن المظلومية وثقافة "الأغلبية" و"الأقلية" ليست أساسا صحيحا لبناء الأوطان، بل ستكون عائقا أمام التطور.
وأكد أن الوجود الكردي في سوريا هو جزء من النسيج الاجتماعي السوري، ويتطلب حلا سياسيا عادلا يعترف بهوية الكرد. ودعا إلى حوارات بعيدة عن التدخلات الإقليمية والضغوط الخارجية، وإلى إعلان الأحزاب والهيئات الكردية فك الارتباط بأي جماعات عابرة للحدود.
واختتم عبارة حديثه بالإشارة إلى تدمير بشار الأسد لبنية الدولة قبل رحيله، مؤكدا أن السوريين سيواصلون النضال من أجل سوريا موحدة، ديمقراطية، تعددية، ومبنية على المواطنة الكاملة.