الإثنين, 14 يوليو 2025 01:58 PM

سوريا تواجه أزمة جفاف حادة: جهود وطنية ودولية منسقة لمواجهة التحديات

سوريا تواجه أزمة جفاف حادة: جهود وطنية ودولية منسقة لمواجهة التحديات

عُقد اليوم في مبنى وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث بدمشق اجتماع تنسيقي للاستجابة الوطنية لأزمة الجفاف في سوريا، حيث تم التأكيد على أهمية تضافر الجهود المحلية والدولية لمواجهة التحديات المتزايدة التي يفرضها الجفاف على مختلف المناطق السورية.

شارك في الاجتماع ممثلون عن الوزارات المعنية وعدد من المنظمات المحلية والدولية العاملة في سوريا، وتم خلاله مناقشة الخطوات اللازمة لإعداد استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تحديد أولويات الاستجابة، ومعالجة الفجوات القائمة، وتحليل البيانات والمعلومات المتوفرة لدى كل جهة، وذلك بهدف وضع مصفوفة عمل شاملة تضمن الاستجابة السريعة لأزمة الجفاف.

أشار المشاركون إلى الآثار السلبية للجفاف على الأمن الغذائي والقطاعات الزراعية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مما يستدعي مراجعة الجهود للإسراع في إقامة نظام إنذار مبكر شامل يحدد نوع الاستجابة وموعدها، والاستفادة من البيانات الموجودة في وحدة الإنذار المبكر بوزارة الزراعة لوضع المصفوفة.

دعا المشاركون إلى وضع أسس للتنسيق المشترك وخطوات للمتابعة، ورفع مستوى التعاون بين الجهات الحكومية والإنسانية والفنية لمواجهة هذه الأزمة، موضحين أن الظروف المناخية القاسية التي شهدها الموسم الزراعي الحالي في سوريا تعد الأسوأ منذ قرابة 70 عاماً، ما يستدعي التفكير سريعاً في طريقة آمنة لنظام حصاد المياه، والحد من الحفر العشوائي للآبار، وتعويض الغطاء النباتي الذي خسرنا مساحات كبيرة منه نتيجة الحرائق.

أوضح معاون وزير الطوارئ وإدارة الكوارث الدكتور أحمد قزيز في تصريح لمراسلة سانا أن الجفاف بات مشكلة عابرة للقطاعات، ولا بد من وجود جهة تعمل على تنسيق الجهود كافة وحشد الموارد لتكامل العمل، وبالتالي لإعداد الاستراتيجية اللازمة للاستجابة لأزمة الجفاف التي بدأت بالتفاقم، متوقعاً الخروج بمصفوفة واضحة تحدد الأدوار والمسؤوليات لكل جهة، وتسعى لتوفير التمويل اللازم لهذا العمل. وشدد قزيز على ضرورة توحيد الجهود، من أجل الاستفادة من الموارد، وتحليل وجمع البيانات لإقامة نظام إنذار مبكر شامل، يمكن الوزارة من تحقيق خطوات إيجابية في موضوع الحد من آثار الجفاف.

من جهته، أكد معاون وزير الإدارة المحلية لشؤون البيئة يوسف شرف أن هذا الاجتماع يشكل ركيزة لتنسيق الجهود، وإيجاد الحلول المناسبة لظاهرة الجفاف ووضع خطط استراتيجية لمكافحته، والاستفادة من التجارب السابقة والمعلومات المتوفرة لدى بعض الجهات في وضع الخطط.

أشار هاشم شما من الأرصاد الجوية السورية إلى أن الأرصاد تعمل بالتعاون مع جهات أخرى على تطوير منظومة رصد ومتابعة دقيقة لمواجهة الجفاف في سوريا، بهدف دمج المؤشرات المناخية مع مؤشرات صحة الغطاء النباتي، باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، ونماذج المحاكاة المناخية، وتحديد المناطق الأكثر عرضة للجفاف، وتقييم تأثيراته على المحاصيل والنظم البيئية.

ورأى مدير الاستعداد والجاهزية للطوارئ في مؤسسة الآغا خان الدكتور حسن خنسه، أن أهمية الاجتماع تأتي من ضرورة التركيز على الاستعداد قبل الاستجابة، لضمان استجابة أفضل، مبيناً أن ظاهرة الجفاف انعكست آثارها السلبية على جميع القطاعات، ولذلك يجب التعامل مع أي كارثة من خلال تشارك المعلومات وزجها في خطة شاملة للاستجابة.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" كشفت في وقت سابق أن قرابة 2.5 مليون هكتار تقريباً من المساحات المزروعة بالقمح في سوريا تضررت جراء الظروف المناخية السيئة، ما يهدد أكثر من 16 مليون سوري بأزمة في الأمن الغذائي، مبينة أنها تنفذ مجموعة من الخطوات لمواجهة تحديات الجفاف، بما في ذلك تحسين الوصول إلى مصادر المياه، وتوفير المدخلات الزراعية، وإصلاح البنية التحتية الزراعية، وتقديم الدعم الفوري للمزارعين لمساعدتهم على تجاوز الأزمة وتحقيق أقصى إنتاجية في الموسم الزراعي القادم.

مشاركة المقال: