الجمعة, 11 يوليو 2025 12:01 AM

علي نفنوف: الفنان الذي يحول الألم إلى لوحات شعرية نابضة بالحياة

علي نفنوف: الفنان الذي يحول الألم إلى لوحات شعرية نابضة بالحياة

في عالم الفن الصاخب، يبرز اسم علي نفنوف كفنان متميز يتقن لغة الضوء والظل، ويحول الأحاسيس العميقة إلى ضربات فرشاة وقصائد لونية. يعتبر نفنوف الفن قدرًا لا مفر منه، جزءًا لا يتجزأ من كيانه.

بدأ رحلته الفنية بالتصوير، ثم انطلق نحو التشكيل مستخدماً الألوان الزيتية والسكين كأدوات أساسية. يرفض نفنوف التقليد ويسعى للتعبير عن رؤيته الخاصة.

الأزرق صديق أثير

إذا كان لكل فنان لونه الخاص، فالأزرق بالنسبة لعلي نفنوف هو عالمه وذاكرته. يقول عن الأزرق: "هو السر… والراحة… والقلق. هو الغضب واحتباس المطر." الأزرق، لون البحر والسماء والخوف، هو الصديق الذي "يمنح الأسئلة" ويحول اللوحة إلى تساؤل بصري عميق.

اللوحة لا تُنجز… بل تُنجزنا

عندما سُئل عن طقوسه في الرسم، أجاب نفنوف: "أفضل أن أكون أنا العازف وأنا الجمهور. لا أحتاج موسيقى… اللوحة هي المعزوفة." يرسم نفنوف بضجيج العالم، فالريشة "راقصة تنزف نزقها" واللوحة "قصة تُروى بلغة العين"، تتحدث إلى الجميع بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية.

القصيدة… لا تُكتب بل تُولد

علاقة نفنوف بالشعر لا تقل أهمية عن علاقته بالرسم. يقول: "القصيدة لا تُولد من عقل أو فكر… تأتي من صدمة أو خيبة أو رعشة." ويؤمن بأن القصيدة الصادقة لا تحتاج إلى مراجعة، بل هي التي تراجعنا.

الفن ابن الألم

عن تأثير الواقع السوري، يقول نفنوف: "المترفون لا يرسمون… الحالمون يكتبون، والحالمون هم الموجوعون." يرى أن اللوحة ليست ترفًا بل وسيلة لإعادة بناء ما تهدم، ورفضًا للقبح. يحرص على أن تكون لوحاته محفزة للتفكير، قائلاً: "أنا لا أرسم لتزيين المنازل.. بل لطرح الأسئلة. فاللوحة التي لا تمنح سؤالًا، فاقدة للشرعية."

الفن بالنسبة لنفنوف مشروع فكري متكامل، يقاوم النمطية ويبحث عن "اللامألوف". ويوجه رسالة للفنانين الشباب: "لا تنتظر أن يمنحك أحد المدى.. كن أنت المدى. لا تنتظر أن يمنحك أحد الصدى.. كن أنت الصدى. لا تنتظر جائزة… كن أنت الجائزة."

الحوار مع الفنان والكاتب علي نفنوف هو رحلة في عالم من الأسئلة والتأملات. فهو لا يقدم إجابات جاهزة، بل يفتح آفاقًا جديدة للتفكير.

يذكر أن الفنان علي نفنوف من مواليد سوريا عام 1969، وقد تنقل بين التصوير الفوتوغرافي والرسم والشعر والمقالة والقصة القصيرة، واضعاً الفن في مواجهة الأسئلة الكبرى. أقام أكثر من ستين معرضاً، وخلّد عبر لوحاته فلسفة الألوان التي «لا تزيّن» بل «تستفزّ» و«تبوح».

مشاركة المقال: