الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 10:19 PM

عودة البنوك السورية إلى نظام سويفت: خطوة محورية نحو انتعاش اقتصادي مرتقب

عودة البنوك السورية إلى نظام سويفت: خطوة محورية نحو انتعاش اقتصادي مرتقب

تمثل عودة البنوك السورية إلى نظام التحويلات المالية العالمي SWIFT خطوة ذات أهمية قصوى لإنعاش الاقتصاد المحلي الذي عانى من انكماش وتراجع على مدى عقود. هذه الخطوة من شأنها تعزيز قوة العملة السورية وتمهيد الطريق لانطلاقة جديدة أكثر قوة.

أعلنت العديد من الشركات عن بدء التحويلات المالية إلى سوريا، في حين بدأت البنوك السورية بالفعل في العمل وفقًا لنظام SWIFT. يصف المراقبون هذا التطور بأنه خطوة كبيرة نحو إنعاش القطاع المصرفي، حيث يفتح الباب أمام التجارة والاستثمار ويعيد الثقة في الاقتصاد السوري.

أوضح المحلل الاقتصادي السوري أدهم قضيماتي، في تصريح لـ "حلب اليوم"، أنه يتوقع تأثيرًا كبيرًا على الصناعة والتجارة، مرجحًا حدوث "فرق كبير" نظرًا لتسهيل الإجراءات. وأشار إلى أن حرمان سوريا من هذا النظام كان له تأثير سلبي على قدرة الشركات السورية على استيراد المواد الخام والآلات اللازمة للإنتاج، وكذلك تصدير المنتجات إلى الأسواق العالمية، مما فاقم حالة الركود والانهيار المالي.

بعد سنوات من العزلة، بدأت البنوك في التعامل مع سوريا عبر نظام SWIFT، وهو تطور يعيد ربط سوريا بالأسواق العالمية ويمهد لمرحلة اقتصادية جديدة.

يشير قضيماتي إلى أن استخدام هذا النظام يعزز ثقة المؤسسات المالية العالمية بالنظام المصرفي السوري، مما يستدعي تسهيل التحويلات المالية كجزء من تعزيز التجارة الخارجية واستعادتها. ويرى أن دخول النظام العالمي ضمن القنوات الرسمية سيشجع على التعامل مع النظام المصرفي للدولة السورية، مما يمنح البلاد طابعًا اقتصاديًا جيدًا، بعد أن كانت التجارة مع سوريا مكلفة بسبب الحاجة إلى وسطاء للالتفاف على العقوبات.

من جانبه، تحدث المستشار والمحلل الاقتصادي سعود الرحبي عن أهمية انضمام سوريا إلى نظام التحويلات العالمي (SWIFT) في تسهيل التجارة الدولية، وتمكين الشركات والبنوك من إرسال واستقبال المدفوعات بأمان، وجذب الاستثمارات الأجنبية من خلال إزالة عائق كبير أمام الاستثمار، وإعادة دمج الاقتصاد السوري في النظام المالي العالمي عبر تعزيز الثقة في القطاع المصرفي.

كما أشار إلى تسهيل التحويلات المالية الشخصية، وتسهيل تحويل الأموال من وإلى السوريين في الخارج، وخفض تكاليف المعاملات المالية باعتباره وسيلة أرخص وأكثر أمانًا، وتحسين الشفافية المالية، ودعم جهود إعادة الإعمار عبر الوصول إلى تمويل فعال.

بشكل عام، يرى الخبراء الاقتصاديون السوريون أن استعادة الوصول إلى SWIFT ستكون خطوة أساسية نحو تطبيع الوضع الاقتصادي لسوريا وإنعاش قطاعها المالي والتجاري.

وقال حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، لـ CNBC عربية، أمس الاثنين، إن نظام "سويفت" مستخدم فعلياً في جميع مصارف سوريا باستثناء العامة منها، مرجحا أن تدخل مصارف سوريا فيه بالكامل خلال أسابيع، "ولكن لا يوجد تاريخ دقيق لذلك". وأضاف أن البنك المركزي يتواصل مع أكبر خمسة بنوك في كل دولة لتسهيل إرسال حوالات المغتربين، مشددا على استقلالية المصرف المركزي عن الحكومة السورية، حيث يُعدّ خطة شاملة لإعادة هيكلة النظام النقدي والمصرفي في البلاد.

مشاركة المقال: