الجمعة, 4 يوليو 2025 07:48 AM

غموض تفجير كنيسة الدويلعة: هل يسعى "أنصار السنة" للتحالف مع "داعش"؟

غموض تفجير كنيسة الدويلعة: هل يسعى "أنصار السنة" للتحالف مع "داعش"؟

لم يصدر عن تنظيم "داعش" أي تعليق على اتهامات وزارة الداخلية السورية له بتنفيذ التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق. هذا الصمت زاد من تعقيد القضية، خاصة بعد إعلان "سرايا أنصار السنة" مسؤوليتها عن العملية، وإصرار الوزارة على تورط "داعش" فيها.

تجاهل التنظيم أيضاً التحذيرات التي أعقبت التفجير، والتي أشارت إلى استعداده لشن هجمات واسعة للسيطرة على أحياء في عدة مدن سورية. يأتي ذلك بالتزامن مع الحديث عن استعداد التحالف الدولي، بالتنسيق مع "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد)، لتنفيذ حملة استباقية في البادية السورية لإحباط تحركات التنظيم، وفقاً لتصريحات أمريكية وسورية.

هذا الصمت ليس غريباً على "داعش"، فهو سلوك معتاد لديه، حيث يتجنب الدخول في سجالات حول قضايا ميدانية.

على الرغم من أن احتمال وجود صلة بين "داعش" و"أنصار السنة"، كما ذكرت وزارة الداخلية السورية، يبقى قائماً، إلا أنه يحتاج إلى أدلة قوية لإثباته، وهو ما لم يتم تقديمه حتى الآن، وربما ينتظر الكشف عن اعترافات الخلية التي تم اعتقالها.

يبدو أن "أنصار السنة" يحاول إثبات روايته وتأكيد استقلاليته عن "داعش". ومن بين هذه المحاولات التلويح بنشر صورة منفذ التفجير الانتحاري لتفنيد رواية وزارة الداخلية، كما ورد في أحد بياناته. وأعلن التنظيم أيضاً عن تعيين "أبو عبد العزيز المصري" أميراً لغرفة عمليات دمشق وأريافها، في خطوة تهدف إلى إظهار هيكل تنظيمي مستقل عن "داعش"، وتحمل تهديداً مبطناً بتصعيد العمليات في العاصمة.

في بيان جديد صدر يوم الأربعاء، هدد "أنصار السنة" الأقليات في دمشق، وخاصة "النصارى والنصيرية وعبدة العجول (في إشارة إلى الموحدين الدروز)"، بالقتل والتهجير، قائلاً: "إن ما حدث في معبدكم الهزيل، مستنقع مار إلياس، ليس سوى رسالة مفادها أن أسود السنّة متأهبون لتحطيم أنوفكم وتحويل أمانكم إلى رعب".

وأضاف البيان: "إن تلك الرسالة (تفجير الدويلعة) هي الشرارة التي سنشعل بها ناراً تبتلعكم، ولن تنطفئ إلا بطردكم القسري من أرضنا الطاهرة".

تؤكد "سرايا أنصار السنة" في بياناتها أنها "لا تتبع أي جهة أخرى"، وتشدد على أنها لم تبايع "الخليفة"، لكنها تبدي استعدادها للعمل إلى جانبه.

وكانت مصادر جهادية قد أشارت إلى وجود تحفظ لدى قيادة "داعش" تجاه التعامل مع "أنصار السنة"، خشية أن يكون هذا التنظيم الجديد امتداداً لـ"الحازميين"، التيار الذي تسبب بشرخ كبير داخل صفوف "داعش" بين عامي 2014 و2016.

ينسب التيار الحازمي إلى الشيخ عمر الحازمي، المعروف بترويجه لفتوى تكفير "العاذر بالجهل"، وما يستتبعها من تكفير عموم المسلمين. وقد أدى تبني بعض قيادات "داعش" لهذه الفتوى إلى تكفيرهم لزعيم التنظيم آنذاك أبو بكر البغدادي (قُتل عام 2019)، ما أدى إلى صدامات دامية بين الطرفين، انتهت بمجازر متبادلة، قبل أن تتمكن قيادة "داعش" من احتواء الأزمة.

ولفتت المصادر إلى أن القسم الشرعي في "أنصار السنة" سارع إلى نشر بيانات تتضمن بعضها الترحم على عدد من قادة "داعش" السابقين، من أمثال: إبراهيم بن عوّاد البغدادي، أبو محمد طه بن فلاحة الشامي، أبو البراء عثمان بن نازح، أبو همام تركي بن علي، أبو بكر القحطاني، أبو مالك أنس بن النشوان التميمي، أبو عبد البر فلاح بن نمر الصالحي الكويتي، وأبو عبد العزيز محمد بن يوسف القطري.

تكمن أهمية هذه الأسماء في كون بعضها مناوئاً لتيار الحازميين، وبعضها الآخر من ضحاياه.

لذلك، لا تستبعد المصادر أن تكون هذه الخطوة من ضمن سلسلة إجراءات يعتزم تنظيم "سرايا أنصار السنة" اتخاذها في المرحلة المقبلة، بهدف التقرّب من قيادة "داعش"، تمهيداً لاحتمال انضمامه إليها، أو الإعلان عن تحالف رسمي بين الطرفين.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: