الأحد, 8 يونيو 2025 01:12 AM

غموض مستقبل التنف: صراع النفوذ يشتد بعد الانسحاب الأمريكي.. هل ينجح "الجيش الخليط" في ملء الفراغ؟

غموض مستقبل التنف: صراع النفوذ يشتد بعد الانسحاب الأمريكي.. هل ينجح "الجيش الخليط" في ملء الفراغ؟

يبدو أن وزارة الدفاع الأمريكية بدأت تفرض "وصايتها الاستشارية" عن كثب على الجيش السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، وتتسلل، وفقًا لمصادر في الجبهة المناصرة للشرع، إلى مفاصل محددة في دوائر القرار بقطاعات ومكاتب وزارة الدفاع السورية.

أبلغت وزارة الدفاع الأمريكية الجانب السوري بأن قرارها إغلاق نحو 13 قاعدة ونقطة عسكرية أمريكية في الأراضي السورية سيتم بالتنسيق مع لجان الدفاع السورية، على أن بعض المناطق التي ينسحب منها الأمريكيون سيتم تسليمها للجيش السوري، والبعض الآخر للقوات الكردية، وتم تسليمه فعليًا، دون أن يتضح بعد مصير القاعدة الضخمة في منطقة التنف، حيث الحدود السورية مع الأردن والعراق.

صراع ملحوظ ومبكر على "الولاية المسلحة" في منطقة التنف بعد الانسحاب الأمريكي رُصد على هامش المباحثات، حيث أطراف مباشرة لا تريد ترك المنطقة الصحراوية بين الأردن والعراق وسورية بلا قوات كبيرة ومحترفة، خشية أن تتواجد في المكان قوات داعش وتنظيم الدولة.

لم يُحسم الصراع على "حزام التنف" خلف الستائر، والأردن يعترض على ترك الأمريكيين للمنطقة دون "توطين الجيش السوري" فيها، وقوات الشرع تقول إنها لا تملك التسليح المناسب للسيطرة أمنيًا على تلك المنطقة التي تمثل الحزام الصحراوي الأخطر على حدود 3 دول، وقريبًا في الواقع من السعودية ومن الكيان الإسرائيلي.

من هو خليفة الجيش الأمريكي في التنف؟ لا أحد يعلم، لكن الخبير العسكري الأردني نضال أبو زيد كان قد صرح علنًا أن إخلاء منطقة التنف أمريكيًا يخلق تحديات كبيرة للأمن القومي الأردني.

إلى ذلك، الهيكلية التي دعمتها ووعدت بإسنادها وتمويلها وزارة الدفاع السورية ذهبت باتجاه اعتماد تجربة مثيرة وجديدة تمامًا في التفاصيل، عنوانها تشكيل قوة من الجيش السوري أو القوات المسلحة السورية عابرة للجنسيات والعرقيات.

وفيها العديد من الجنسيات المتنوعة والمختلفة.

والهدف من هذا الإجراء، كما يرى الأمريكيون، هو احتواء واستيعاب أصحاب الجنسيات والأصول والأعراق المختلفة الذين صُنفوا باعتبارهم مسلحين ضمن الثورة السورية قبل التغيير الأخير وإسقاط النظام السابق.

بدأت لجان في وزارة الدفاع الأمريكية تفترض أن الجيش السوري سيعكس التنوع العرقي والتنوع الذي يتجاوز الأصل والجغرافيا والإقليم في فكرتها الأخيرة، وهي فكرة تبدو مريبة وغامضة وحمّالة أوجه.

مشاركة المقال: