السبت, 12 يوليو 2025 12:39 AM

فلسطيني سوري يكتب: دمشق وطني إلى الأبد رغم الألم

فلسطيني سوري يكتب: دمشق وطني إلى الأبد رغم الألم

منذ اندلاع الثورة السورية، تقاسم الفلسطينيون السوريون مع إخوتهم السوريين آلامهم وقدموا دعمهم للثورة. لم نكن أبدًا بعيدين عن الوجع الذي ألم بسوريا وشعبها، بل كنا جزءًا لا يتجزأ من النسيج السوري الذي تأثر بما تأثر به من دمار وقمع. لقد عانينا وقدمنا تضحيات جسيمة مثل السوريين.

مخيم اليرموك، الذي كان رمزًا للصمود الفلسطيني في الشتات، تعرض للدمار وتشتت أهله. فقدنا عشرات الآلاف من شبابنا بين مفقودين ومعتقلين في السجون المظلمة. حوصرنا في المخيمات حتى اضطررنا لأكل أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة، واستشهد العديد منا تحت القصف الوحشي. تهجرنا قسرًا برًا وبحرًا بحثًا عن الكرامة والحرية في أصقاع الأرض.

هذه المعاناة المشتركة، من التهجير القسري إلى فقدان الأحبة وتدمير الممتلكات، جعلتنا شركاء كاملين في الألم السوري. لم نعتبر أنفسنا للحظة إلا سوريين يطالنا ما يطالهم. شاركنا في التظاهرات السلمية، ودعمنا مطالب الحرية والكرامة، وتقاسمنا مع السوريين حلم التغيير. لم يكن دعمنا للثورة مبنيًا على انتماء عرقي، بل على إيمان عميق بمبادئ العدالة والحرية التي ناضل من أجلها الشعب السوري.

من الظلم الفادح أن يتم وصم جميع الفلسطينيين المدنيين المتضررين بصفة "الشبيحة" أو الموالين للنظام البائد. إن مشاركة بعض الميليشيات الفلسطينية في قمع الثورة لا تمثل آلاف الفلسطينيين الذين عانوا وقدموا التضحيات دعمًا لها. نحن، الفلسطينيون السوريون، لا نعرف لنا أرضًا سوى سوريا، وهي وطننا الذي احتضننا على مر السنين، ونعتبر أنفسنا جزءًا لا يتجزأ من نضالها من أجل مستقبل أفضل. زمان الوصل

مشاركة المقال: