الأحد, 20 أبريل 2025 05:13 AM

فيلم "غير شرعي" البلجيكي: نظرة مؤثرة على معاناة المهاجرين وترحيلهم القسري

فيلم "غير شرعي" البلجيكي: نظرة مؤثرة على معاناة المهاجرين وترحيلهم القسري

علي المسعود

فيلم "غير شرعي" من تأليف وإخراج أوليفييه ماسيه ديباس، يسلط الضوء على قضية الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. تدور الأحداث حول تانيا، وهي امرأة روسية من بيلاروسيا، تحرق بصمات أصابعها وتتسلل إلى أوروبا مع ابنها إيفان. في بلجيكا عام 2008، يعيشان بهويات مزيفة. إيفان يبلغ من العمر 13 عامًا ويرتاد المدرسة، بينما تعمل تانيا. يتم القبض على تانيا من قبل ضباط بملابس مدنية، لكن إيفان يتمكن من الفرار بالوثائق المزورة. ترفض تانيا الكشف عن هويتها، على أمل أن يتم إطلاق سراحها لعدم وجود دليل ضدها. تصادق عيسى، وهي امرأة أفريقية دائمة الشجار مع الحراس بسبب إجراءات ترحيلها.

يبدأ الفيلم برسالة من دائرة الهجرة تنذر تانيا بالترحيل الفوري مع ابنها إيفان بعد رفض طلب إقامتها. تتفاعل تانيا بيأس وتحرق أطراف أصابعها لطمس هويتها. لاحقًا، تعمل تانيا في شركة تنظيف وتواجه صعوبات في دفع الإيجار لنوفاك، وهو رجل يستغلها. تبدو الحياة جيدة نسبيًا، لكنها سرعان ما تتغير عندما يتم احتجاز تانيا من قبل شرطة الهجرة، لتصبح بلا هوية وبلا بلد.

يتناول الفيلم قصة مجموعة من الرجال والنساء والأطفال الذين يواجهون اللجوء أو الترحيل. مكان الاحتجاز كئيب، ويحاول المعتقلون الحفاظ على الأمل. تانيا تدافع عن قضيتها مع محامٍ، وترفض إعطاء اسمها، وتحاول مراقبة إيفان. مع مرور الوقت، يتحول السرد إلى التوتر والعنف. تطلب تانيا من ابنها التحدث بالفرنسية بدلًا من الروسية خوفًا من اكتشافهم وترحيلهم.

بعد سنوات من اللجوء غير القانوني في بلجيكا، يتم القبض على تانيا، بينما يهرب ابنها. ترفض تانيا الكشف عن اسمها لتجنب الترحيل الذي سيفصلها عن إيفان. يصلون إلى بلجيكا ويعيشون مختبئين، وتعمل تانيا بشكل غير قانوني. يتم إرسال تانيا إلى مركز احتجاز للمهاجرين غير الشرعيين، ويجد إيفان ملجأً عند جارتهم زينة. تانيا تناضل من أجل حقها في البقاء وعدم فقدان ابنها، وتحافظ على اتصال يومي معه عبر الهاتف. ترفض تانيا الكشف عن هويتها، مدعية أنها زينة، دون أن تعلم أن زينة قد تقدمت بطلب لجوء في بولندا.

الفيلم يتحدث عن معاناة البشر الذين يختارون الهجرة بحثًا عن حياة أفضل. يركز المخرج على نموذج المرأة لتوضيح مأساة الهجرة غير الشرعية، ويعرض نماذج أخرى من مختلف المناطق. ينتقد الفيلم الأنظمة الأوروبية التي تدعي حماية حقوق الإنسان، ويسلط الضوء على القسوة في التعامل مع المقيمين بصورة غير قانونية.

يتناول الفيلم قضية الطرد القسري للمهاجرين غير الشرعيين، وهي قضية أثارت جدلاً في بلجيكا بعد وفاة مهاجرة أفريقية. يسعى المخرج لجذب التعاطف مع قضية تانيا من خلال الكاميرا الحميمة. يصور الفيلم رجال الشرطة بقسوة، ويهدف إلى وخز الضمير. الرسالة هي أن الطرد القسري طريقة غير إنسانية لمعاملة الناس.

يستمد الفيلم قوته كصورة نسوية، ويركز على كفاح النساء في عالم خالٍ من الرجل. تتجنب القصة تقديم أسباب واضحة لهجرة تانيا، وتترك للمشاهد فهم دوافعها. حضور الممثلة آن كوزينز على الشاشة درامي ومقنع.

يتجنب المخرج مخاطر الفيلم الوعظي، ويركز على قصة تانيا وكفاحها من أجل ابنها. يصور الفيلم المراكز المغلقة للمهاجرين غير الشرعيين، وينتقد الإدارة والموظفين. يدين الفيلم نظامًا وبشرًا يقعون ضحايا له. كان الفيلم ترشيح بلجيكا لجوائز الأوسكار، وهو ليس مجرد لائحة اتهام لبلجيكا، بل دراسة عن الوحشية بشكل عام.

يضع المخرج إصبعه على واقع مظلم ومزعج، والمصير المأساوي للمهاجرين غير الشرعيين في أوروبا. يعري الفيلم نفاق الحكومات التي تنتهك حقوق الإنسان، وتحتقر هؤلاء الرجال والنساء الذين عانوا للوصول إلى دولهم. يكشف الفيلم عن التفاصيل التي يتعين على المهاجر غير الشرعي التعامل معها يوميًا، مثل القلق من الاستجواب ومحو هويته السابقة.

الفيلم مثير للاهتمام بسبب ما يكشفه عن الحياة في المراكز المغلقة، لكنه متحيز ضد الإدارة والموظفين. يدين المخرج نظامًا وبشرًا يقعون ضحايا له. الفيلم ليس مجرد لائحة اتهام غاضبة لمعاملة بلجيكا للاجئين، بل دراسة عن الوحشية بشكل عام.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات_راي اليوم

مشاركة المقال: