الإثنين, 6 أكتوبر 2025 08:11 PM

لماذا يشرُد طفلك في الصف؟ علامات تحذيرية وحلول نفسية

لماذا يشرُد طفلك في الصف؟ علامات تحذيرية وحلول نفسية

يعتبر شرود ذهن التلميذ أثناء الحصة الدراسية مؤشراً مهماً على وجود مشكلة نفسية محتملة، الأمر الذي يستدعي الانتباه وعدم الاستهانة به، نظراً لما قد يترتب عليه من آثار سلبية تطال نمو الطفل ومستقبله. هذا السلوك غالباً ما يثير قلق الأمهات، خاصةً إذا أثر على تواصل التلميذ وانتباهه، وعلى تحصيله الدراسي. الكثير من أولياء الأمور يجدون صعوبة في تفسير هذا الشرود، معتقدين أن الطفل لا يعاني من أي هموم تتجاوز اهتماماته البسيطة كاللعب والأكل والخروج مع العائلة.

استشارية تربوية: يجب عدم الاستخفاف بهذه المسألة لما لها من تأثيرات سلبية على الطفل

ديما، أم لطفلين، لاحظت أن ابنها الصغير، الذي يدرس في الصف الثالث الابتدائي، يعاني من الشرود المتكرر. تقول ديما: "رغم محاولاتي المستمرة لجذب انتباهه وحثه على التركيز أثناء أداء واجباته المدرسية، إلا أنني لم أفلح". وتضيف: "بعد التحدث مع معلمته، قررت عرضه على استشارية تربوية نفسية، والتي بدورها اكتشفت أن سبب الشرود يعود إلى وجود مشاكل نفسية ناتجة عن سوء علاقته بإخوته".

أوضحت الأم للمعلمة أن الفارق العمري الكبير بين ابنها الصغير وإخوته يجعل من الصعب عليهم الانسجام والتفاعل، حتى في اللعب. في السابق، لم تكن ديما تولي اهتماماً كبيراً لانزعاجه أو لشكواه، بسبب انشغالها بأعباء المنزل والعمل، مما أدى إلى معاملة قاسية تفتقر إلى الاستماع والحوار وتفهم مشكلاتهم.

بعد تلقي النصائح من الاستشارية التربوية، تبنت الأم أسلوباً جديداً في التعامل مع ابنها وإخوته، وسعت إلى بناء علاقة جديدة تقوم على الرعاية النفسية والاستماع إلى مشكلاته ومحاولة حلها. كما عملت على تحسين علاقته بإخوته ليشعر بحنان الأسرة واهتمامهم، مما يساعده على تجاوز حالته النفسية المضطربة والتخلص من الصمت والشرود الدائم.

الاستشارية التربوية ربا ناصر أوضحت لصحيفة الحرية أن هناك عدة طرق لعلاج الشرود الذهني عند الأطفال في سن مبكرة، مثل تقديم الدعم النفسي، وخلق بيئة آمنة ومهتمة. وأكدت على أهمية منح الأطفال الثقة في قدراتهم وتشجيعهم على تحقيق أهدافهم.

كما أشارت إلى أهمية تنظيم النوم، حيث يحتاج الأطفال في هذه المرحلة العمرية إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم لتعزيز الذاكرة والتركيز. بالإضافة إلى ذلك، يجب توفير تغذية جيدة ومتنوعة للأطفال، لأن التغذية السليمة تساهم في تعزيز الصحة العقلية والجسدية.

ونوهت الاستشارية التربوية بأن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تحسين الصحة العقلية والجسدية، وتخفيف التوتر والقلق. وأوصت باستخدام تقنيات التدريب العقلي للأطفال، مثل التدريب على التركيز والذاكرة والتفكير المنطقي، من خلال اللعب والتمارين.

وشددت على ضرورة طلب المساعدة المهنية إذا استمرت المشاكل، سواء من المعلمة أو من الاستشارية التربوية، حيث يمكن لأخصائيي الصحة العقلية تقديم التشخيص والعلاج المناسبين.

واختتمت ناصر حديثها بالتأكيد على دور الوالدين في الاهتمام بتنمية الصحة العقلية للأطفال واتخاذ الإجراءات المناسبة للتغلب على الشرود الذهني.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: