في خطوة تهدف إلى حماية السكان وتحسين البيئة، أطلق أهالي بلدة معرة حرمة في ريف إدلب حملة مجتمعية بالتعاون بين جمعية الإخاء للإغاثة والتنمية والمجلس المحلي. تهدف الحملة إلى إعادة تأهيل قنوات الصرف الصحي وترميم "الريكار" وأغطية المناهل المتضررة.
تسعى الحملة، التي انطلقت بجهود الأهالي والتبرعات المحلية، إلى تأمين أغطية جديدة للمناهل وترميم الشبكات المهترئة، بعد أن تحولت الحفر المفتوحة إلى مصدر تهديد مباشر لحياة المدنيين. يؤكد القائمون على المبادرة أن الهدف الأساسي هو منع وقوع الحوادث، والحد من انتشار الأمراض، ودعم صمود السكان وتشجيعهم على البقاء في بلدتهم.
أحمد الأحمد، مدير جمعية الإخاء، صرح لـ"سوريا 24" قائلاً: "أطلقنا الحملة لتأمين أغطية المناهل وتنظيفها بما يضمن سلامة الأهالي. تكلفة تنظيف الريكار الواحد تبلغ نحو 6 دولارات، فيما يصل سعر غطاء الريكار الحديدي إلى 80 دولاراً بوزن يقارب 110 كغ، ونحتاج إلى نحو 34,400 دولار لتحقيق الهدف كاملاً". وأضاف أن الحملة تحمل طابعاً شعبياً بالدرجة الأولى، حيث بدأ بعض الأهالي بعزل وتنظيف الريكارات بمجهود شخصي ومجاناً، فيما بدأ المجلس والجمعية بشراء الأغطية والبدء بأعمال الترميم بشكل تدريجي حسب الإمكانيات.
من جانبه، أوضح ضياء حاج أحمد، رئيس المجلس المحلي لمعرة حرمة، المخاطر المترتبة على ترك الحفر مفتوحة قائلاً: "المناهل المكشوفة تهدد حياة المارة والسائقين، كما أنها تتحول إلى بؤر للحشرات والحيوانات وتنقل الأمراض. الأخطر أن البلدة لم تدخل بعد فصل الشتاء ولم يعد جميع الأهالي إليها، وإذا لم ننجز أعمال الترميم بشكل كامل فهناك مخاطر فيضان وتخريب أوسع لشبكة الصرف الصحي".
وأشار حاج أحمد إلى أن قيمة المشروع الكاملة تقارب 34 ألف دولار، وأن التبرعات لا تزال جارية لكن الهدف لم يتحقق بعد بشكل كامل. تحمل الحملة شعار "صرف صحي آمن.. معرة حرمة تنادينا"، وتسعى إلى إعادة الحياة لبلدة أنهكتها سنوات الحرب والإهمال، عبر مبادرة مجتمعية تستند إلى التكافل والتعاون. ويرى الأهالي أن نجاح الحملة لن يقتصر على تحسين البيئة الصحية فحسب، بل سيشكل رسالة أمل ودعوة للبقاء في البلدة ومواصلة إعمارها.