ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن قادة الاتحاد الأوروبي يعتزمون مناقشة دعم الصين لروسيا خلال لقائهم المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، معتبرين هذا الدعم قضية محورية. ووصفت أورسولا فون دير لاين هذا الدعم بأنه "تمكين لاقتصاد الحرب الروسي".
وأكدت فون دير لاين أنها تسعى للضغط على بكين لحملها على النأي بنفسها عن دعم روسيا، بهدف دفع موسكو إلى التفاوض مع كييف بنوايا حسنة، وهو نهج لم ينجح حتى الآن.
وأشار المقال إلى تصريح وزير خارجية الصين الذي أكد فيه أن بلاده لا ترغب في رؤية هزيمة روسيا في أوكرانيا، وهو أمر ليس مفاجئاً، حيث لا تريد الصين أي اضطرابات تهدد جارتها وذراعها النووي.
كما أن بكين لا تريد أن "ترى روسيا الليبرالية التي من المرجح ألا تهتم بوجود شراكة مع الصين"، وهي مخاوف تنتاب الصين في هذا السياق.
ويرى الكاتب أن "الاتحاد الأوروبي، بدلاً من تفهم مخاوف الصين، يتخذ موقفاً متطرفاً يتضمن ضرورة عودة أوكرانيا إلى حدود 1991 ومحاكمة مجرمي الحرب الروسيين – أغلبهم من كبار القادة – وهو ما يبعث بإشارة إلى الصين تؤكد أن الاتحاد الأوروبي جادٌ في التوصل إلى حل عن طريق التفاوض بعيداً عن مصلحة الكرملين".
وتعتقد الصين أنها قد لا تحصل على الكثير من الجانب الأوروبي مقابل ممارسة الضغط على الكرملين فيما يتعلق باتفاق سلام في أوكرانيا.
ويعتقد الكاتب أن تحركات الجانب الأوروبي في علاقاته مع الصين تتجاوز مجرد دعم روسيا في أوكرانيا، لتشمل مخاوف بشأن تقدم بكين في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي. ويشير إلى عدم اكتراث أوروبا بشراء الهند المكثف للنفط الروسي، والذي يعتبر من أقوى عوامل الدعم لموسكو أثناء الحرب.
وعلى الرغم من ذلك، لا يبدو أن الصين مستعدة للتخلي عن روسيا قريباً، وأنها لا تهتم بالتهديدات الأوروبية بالعقوبات وغيرها، بحسب الكاتب.
فالصين تمتلك الكثير من أوراق الضغط التي تسمح لها بالتمسك بشراكتها مع موسكو في الفترة المقبلة، حتى أنها تُعِد من الآن لروسيا ما بعد بوتين.
ومن أهم أوراق الضغط تلك، حاجة الغرب إلى الكثير مما تمتلكه الصين من معادن نادرة. كما يمكن أن تُحدث الصين اضطرابات في سلاسل التوريد للطائرات المسيرة التي تستخدمها أوكرانيا في حربها ضد روسيا. (بي بي سي) اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم