السبت, 17 مايو 2025 06:58 PM

وزارة الكوارث والطوارئ السورية تكشف عن خطة وطنية شاملة للإنذار والاستجابة

وزارة الكوارث والطوارئ السورية تكشف عن خطة وطنية شاملة للإنذار والاستجابة

في أول ظهور إعلامي له بعد تشكيل الوزارة الجديدة، قدم الدكتور حسام الحلاق، معاون وزير الكوارث والطوارئ، لمنصة سوريا 24 عرضًا شاملاً حول رؤية الوزارة ومهامها في المرحلة القادمة.

أبرز الحلاق الأدوار الحيوية التي تضطلع بها الوزارة في قيادة جهود الدولة لمواجهة الكوارث، مؤكدًا أن العام الأول سيشهد تأسيس البنية التحتية التنظيمية والتقنية، وتوسيع الشراكات الدولية. وركز على ضرورة بناء منظومة إنذار مبكر متكاملة، وتفعيل الاستجابة الميدانية الفورية، إلى جانب العمل على إعداد قاعدة بيانات وطنية للمخاطر والكوارث.

إذ أعلن الدكتور حسام الحلاق أن الوزارة ستقود وتنسق جهود الدولة في مواجهة الكوارث والطوارئ بأنواعها كافة، من خلال إعداد السياسات الوطنية، ووضع الخطط التنفيذية اللازمة، وتنسيق الاستجابة الميدانية، وتعزيز قدرات فرق الطوارئ على المستويين الوطني والمحلي.

كما أكد أن الوزارة ستلعب دورًا محوريًا في دعم برامج التعافي وإعادة الإعمار، وتطوير البحث العلمي في مجالات الكوارث، مع ضمان استمرار التنسيق بين مختلف الأطراف الحكومية والدولية.

وقال إن الوزارة تعمل ضمن إطار تنظيمي مرن يستند إلى خطة استراتيجية تم تطويرها عبر مشاورات واسعة، شملت مجالات التخطيط، الإنذار المبكر، العمليات، التدريب، والتعاون الدولي. وتُنفذ هذه الخطة عبر شبكة ميدانية من المراكز والفرق المنتشرة في المحافظات، بدعم من أنظمة إدارية ولوجستية يجري تطويرها لتتوافق مع معايير الاستجابة السريعة والمتكاملة.

إدارة مركزية ومديريات فرعية

وأوضح أن الوزارة بصدد إنشاء إدارات مركزية متخصصة في دمشق، ومديريات فنية وميدانية في المحافظات كافة، بما في ذلك مناطق الشمال والجنوب والوسط، مع خطة لتوسيع التغطية الجغرافية تدريجيًا بناءً على تقييمات المخاطر والاحتياجات الميدانية. وأضاف أن الوزارة تسعى لتأمين الانتشار الوطني الفعال، بالتوازي مع بناء قاعدة موارد بشرية مؤهلة.

وبيّن المسؤول الحكومي أن أبرز الأولويات التنفيذية التي وضعتها الوزارة للعام الأول من عملها تشمل: إعداد واعتماد الخطة الوطنية للاستجابة للكوارث، إطلاق مركز الإنذار المبكر الوطني وربطه إلكترونيًا بجميع المحافظات، تجهيز مركز التدريب الوطني للطوارئ والكوارث في جامعة دمشق، إعداد كادر تدريبي وطني معتمد بالتعاون مع الشركاء الدوليين، وإطلاق تطبيق “أبشر” لتلقي نداءات الاستغاثة من المواطنين، إضافة إلى إعادة تأهيل أسطول فرق الإطفاء والإنقاذ، وتنفيذ حملات توعية مجتمعية وطنية.

تحديات عمل الوزارة

حذّر الحلاق من التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد فيما يتعلق بالكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية والتداعيات الإنسانية، مؤكدًا أن ضعف البنية التحتية في بعض المناطق يتطلب استجابة خاصة. وقال إن الوزارة تولي أهمية كبرى لتأمين بيئة عمل جاهزة للطوارئ، عبر مراكز عمليات تعمل على مدار الساعة، وغرف عمليات فرعية، ونظام تقارير يومي، بالإضافة إلى منظومة إلكترونية للرصد والمتابعة يتم تطويرها حاليًا بالتعاون مع جهات تقنية محلية ودولية.

ودعا حلاق إلى تعزيز التكامل بين الوزارات المعنية، موضحًا أن العلاقة مع وزارة الإدارة المحلية، وزارة الصحة، والدفاع المدني تقوم على توزيع واضح للمهام، حيث تتولى الإدارة المحلية الإيواء والخدمات، والصحة تقدم الخدمات الطبية، والدفاع المدني يتولى عمليات الإنقاذ، تحت إشراف مباشر من وزارة الكوارث لضمان وحدة القيادة التنفيذية. ولفت إلى وجود خطة لدمج بعض العمليات تدريجيًا تحت مظلة الوزارة.

اتفاقيات تعاون لتعزيز القدرات

كشف معاون وزير الكوارث والطوارئ عن توقيع اتفاقية تعاون مع قوة “لخويا” القطرية لتطوير قدرات فرق البحث والإنقاذ، والعمل جارٍ لتوسيع التعاون مع عدد من الدول الصديقة والمنظمات الدولية المتخصصة. وأكد أن الوزارة تنسق بشكل فعال مع وزارات الصحة، الداخلية، الدفاع، التعليم العالي، الخارجية، إلى جانب الهلال الأحمر العربي السوري، ومنظمات كالأمم المتحدة، والصليب الأحمر، والمنظمات المحلية.

موازنة أولية لتغطية النفقات التشغيلية

بيّن المسؤول الحكومي أيضًا أن الوزارة تعمل على إعداد موازنة أولية ضمن موازنة الدولة العامة، بالتنسيق مع وزارة المالية، لتغطية النفقات التشغيلية والميدانية. كما أشار إلى وجود مصادر تمويل إضافية عبر المنح والدعم من الشركاء الدوليين، مثل دولة قطر والمنظمات الإنسانية، مع سعي الوزارة إلى تقليص الاعتماد على التمويل الخارجي لصالح موارد محلية مستدامة.

صندوق طوارئ لتمويل الاستجابة الطارئة

وكشف حلاق أن الوزارة بصدد إنشاء صندوق طوارئ وطني بتمويل مشترك من الدولة والجهات المانحة، يُعنى بالاستجابة السريعة للحالات الطارئة، وتوفير الجاهزية القصوى للتدخل الفوري. كما تعمل الوزارة على إعداد قاعدة بيانات وطنية للمخاطر والكوارث، تشمل أنواع الكوارث وتوزيعها الجغرافي، وذلك بالتعاون مع الهيئات المحلية والدولية المتخصصة.

وفي الختام، أكد معاون وزير الكوارث والطوارئ أن الوزارة تعمل على توسيع كوادرها البشرية من إداريين وفنيين وميدانيين ومتطوعين، مع إطلاق برامج تدريب وطنية ودولية، وتأسيس معهد عالٍ للطوارئ والكوارث في جامعة دمشق، وتنظيم تمارين محاكاة مشتركة مع الجهات الميدانية، لتعزيز الجهوزية الوطنية في مواجهة الأزمات.

مشاركة المقال: