الأحد, 14 سبتمبر 2025 01:33 AM

وصول شحنة قمح جديدة إلى طرطوس: هل تنجح في تعزيز المخزون الاستراتيجي لسوريا؟

وصول شحنة قمح جديدة إلى طرطوس: هل تنجح في تعزيز المخزون الاستراتيجي لسوريا؟

تواصل الحكومة السورية جهودها لمواجهة أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ عقود، في ظل تحديات كبيرة تتعلق بتضرر البنية التحتية ونقص التمويل. وفي هذا السياق، تستمر عمليات استيراد القمح عبر مرفأ طرطوس.

أفاد مدير المرفأ، أحمد خليل، بوصول باخرتين صباح اليوم السبت، تحملان 31,570 طناً من القمح لصالح المؤسسة السورية للحبوب. وتأتي هذه الشحنة ضمن خطة حكومية تهدف إلى "تعزيز المخزون الاستراتيجي من القمح وضمان استمرارية تأمين مادة الدقيق للمخابز في مختلف المحافظات".

تواجه سوريا شبح أزمة غذائية حادة، حيث أدى الجفاف إلى انخفاض إنتاج القمح بنحو 40%. وتشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إلى أن حوالي ثلاثة ملايين سوري قد يواجهون الجوع الشديد، بينما يعاني أكثر من نصف السكان، البالغ عددهم نحو 25.6 مليون نسمة، من انعدام الأمن الغذائي.

أكد المدير، في تصريح لوكالة سانا، أن إدارة المرفأ تعمل على تقديم كافة التسهيلات اللازمة لتسريع عمليات الاستلام بالتعاون مع الجهات المعنية، مشيراً إلى تذليل أي عقبات قد تعترض سير العمل.

من جانبه، أوضح مازن علوش، مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البحرية، أن الباخرة الأولى تحمل 21,300 طناً من القمح ويجري تفريغها مباشرة في الصوامع داخل المرفأ، بينما يتم نقل الكميات الأخرى عبر الشاحنات إلى المراكز المعتمدة. أما الباخرة الثانية، التي تحمل 10,270 طناً، فيتم تفريغ حمولتها عبر خطوط السكك الحديدية، مما يتيح إيصال القمح مباشرة إلى صوامع الحبوب في المحافظات.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت في تقرير سابق عن وزارة الزراعة الأمريكية تقديرها بأن سوريا ستحتاج إلى استيراد كمية قياسية من القمح تبلغ 2.15 مليون طن في موسم 2025-2026، بزيادة قدرها 53% عن العام الماضي. ولم تعلن المؤسسة العامة لتجارة وتخزين وتصنيع الحبوب، (السورية للحبوب)، وهي الوكالة الرئيسية لشراء الحبوب في سوريا، عن استراتيجية جديدة للمشتريات حتى الآن.

أشار علوش إلى أن هذه الشحنة تأتي ضمن سلسلة توريدات مستمرة إلى مرفأ طرطوس، في إطار جهود الحكومة لتأمين المواد الأساسية للمواطنين وضمان وصول القمح إلى المطاحن والمراكز المعنية دون تأخير، بما يعزز الأمن الغذائي الوطني.

تعتبر الهيئة العامة للمنافذ البحرية أن وصول شحنات القمح إلى مرفأ طرطوس خطوة مهمة في دعم الأمن الغذائي الوطني، مؤكدة أن استمرار العمل لتأمين المواد الأساسية دون انقطاع أو تأخير يعكس التزام الحكومة بتوفير احتياجات المواطنين وتعزيز الاستقرار المعيشي.

في تقرير صدر في يونيو حزيران، قدرت الفاو أن سوريا ستواجه نقصاً في القمح بنحو 2.73 مليون طن هذا العام، وهو ما يكفي لإطعام نحو 16 مليون شخص لمدة عام واحد فقط. ويمثل هذا الوضع تحدياً للحكومة التي تسعى إلى إعادة بناء سوريا.

يعتبر القمح أهم محصول في سوريا، وهو أساسي لبرنامج الخبز المدعوم من الدولة، التي تعمل على حشد الدعم الدولي لشراء كميات كبيرة من الحبوب.

يذكر أن هذه الشحنة هي الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوعين، حيث وصلت في 3 من أيلول الحالي باخرتان محملتان بالقمح إلى مرفأي اللاذقية وطرطوس.

مشاركة المقال: