السبت, 7 يونيو 2025 02:27 AM

"أحلام نائمة": رحلة في عالم الشعر والأحلام مع الشاعرة ثناء أحمد

في لقاء يفوح بالحنين والإحساس الصادق، جمعنا الحديث بالشاعرة والأديبة ثناء أحمد، لنستكشف معًا أبعاد ديوانها الشعري الجديد "أحلام نائمة"، الصادر عن دار باكير للطِّباعةِ والنشر. كان هذا اللقاء بمثابة غوص في أعماق عملية الكتابة، للكشف عن المعاني الكامنة وراء العنوان، واستكشاف المشاعر والأفكار التي تحتضنها النصوص.

عن مغزى العنوان، تقول الشاعرة بثقة: "العنوان لم يأتِ عبثًا، بل هو خلاصة المشاعر والأفكار التي تجسدها النصوص... نحن نعيش في عالم محدود، وأحلامنا – على الرغم من بساطتها – تصطدم بالعقبات التي تحول دون تجسيدها على أرض الواقع".

وتضيف: "يضم ديواني "أحلام نائمة" أربعة وأربعين نصًا نثريًا، كُتبت في فترات متقاربة وأخرى متباعدة، تبعًا للحالة الشعورية التي دفعتني للكتابة. وقد حصلت الموافقة على طباعته من وزارة الإعلام في 27 أبريل 2022، إلا أن الظروف لم تسمح بإصداره ورقيًا حتى عام 2024. صدر الديوان عن دار باكير، وتوليت بنفسي تدقيقه اللغوي، بينما صممت الغلاف الفنانة التشكيلية يادا العبيدي. يقع الديوان في مئة وأربع وثلاثين صفحة".

وتشير إلى أن النصوص تحمل دلالات عميقة، حيث تتنوع الموضوعات بين الوجداني والإنساني والوطني، وفي بعض الأحيان تتداخل هذه الأبعاد الثلاثة داخل النص الواحد، فالشاعر لا يستطيع دائمًا تصنيف مشاعره أثناء الكتابة، لأنها ببساطة تختلط وتتداخل دون استئذان.

وتستشهد الشاعرة بنص "خيال" كمثال على ذلك:

ما بَرحَ خَيزَرانُ الخَيالِ يَصفَعُنِي بالصَّدمَة عِندَ ضِلعِ الوَاقع وما زلتُ.. أُيمِّمُ شَطرَه بُوصلتِي حَالمةً بانعِكَاسِ طَرَفِي المُعَادَلَة

وعن النصوص التي تمثل لها شيئًا خاصًا، أوضحت أن كل نص تكتبه هو جزء من روحها، لكن هناك نصوص تظل أقرب إلى وجدانها، مثل "رسالة اعتراف"، "رَغْماً عنّي هزمتْني ابنتي"، "أحتاجُك"، "ارحلْ أو صفِّقْ للفِعلة"، "فلسفةُ الريح"، "في غيابِك"، "بعد قليل"، "حدّثني التاريخ"، "مهمٌّ جدّاً"، مؤكدة أن لكل تجربة أثرها الخاص في داخلها.

وفي قصيدة "أحتاجك" كتبت:

أحتاجُكَ.. كَمْ أَحتَاج خُذنِي وِسادةً فراءَ نَومٍ.. بعَالمِي وَبعالمكَ الزِّئبقيين لأنَّ الوَخزَ حَامضٌ لأنَّ مَطرَهم يجلدُنَا لأنَّ عُرسَ الأَشجَار حَريقٌ ..حَريقُنا.. حريقُكم خُذنِي لمَرفَأ مَسافاتِك أَحتاجُك ..كَم أحتَاج يا سيدَ الضَّوءِ لأنَّ صدريَ مَنخورٌ أَحبُو إِليكَ أَحبُو لعرشِ الحُلمِ لأنَّ ارتياحِي مُتضائلٌ مُتضَائل

ومن قصيدة "رسالة اعتراف" مخاطبة الحبيب:

لأنَّكَ نَبِيذُ قَصِيدتِي أَطفَأتُ اليَومَ كُلَّ المَواعِيد وَرغمَ.. خَجَلِ خُطُوطِ المَسافَات رَغمَ تَلوّنِهَا لا أطلبُ مِنْ عَينيكَ إجَازَة فَهَل بَلغتْ ؟!

في ختام حديثنا، تختصر ثناء أحمد تجربتها مؤكدة أن هذا الديوان يمثل محطة مغايرة في مسيرتها، ومرحلة تعبر عن نضج جديد في الرؤية، مدفوع بقراءات أوسع وتحليلات أكثر عمقًا.

مشاركة المقال: