إدلب – سماح علوش شهد مستشفى "شفق" التخصصي للنسائية والتوليد في مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، حالة طبية نادرة من الولادات، حيث وضعت سيدة خلال عملية قيصرية، في 18 من أيار الحالي، ستة أطفال، بينهم طفل متوفى في المرحلة الجنينية.
الطبيبة النسائية فاتن زهرة، التي أجرت العملية القيصرية للأم، قالت إن الحمل بتوأم سداسي نادر جدًا، ويترافق غالبًا مع تقنيات الإخصاب المساعد والإلقاح الصناعي، ووفقًا للإحصائيات فإن نسبة حدوثه بشكل طبيعي أقل من حالة لكل 55 مليون ولادة.
ولفتت إلى أنها ليست الحالة الأولى من نوعها في الشمال السوري، إذ كانت هناك عدة حالات إحداها عام 2017، وقامت الطبيبة زهرة بتوليد حالة مشابهة لتوأم خماسي (أربعة ذكور وبنت) في مستشفى بمدينة الدانا.
وقالت الطبيبة لعنب بلدي، إن المريضة وصلت إلى المستشفى بحالة مخاض وانسكاب سائل، وبالفحص تبيّن أن عمر الأجنة لا يتجاوز 31 أسبوعًا، كما لوحظ اضطراب في نبض أحد الأجنة، ما اضطر للتعامل مع الحالة بشكل إسعافي، إذ تم تجهيز المريضة، وإجراء التحاليل اللازمة، وتأمين وحدات دم لتعويض الدم في حال حدوث نزف خلاص بعد الولادة، وهذا الاختلاط شائع الحدوث في حالات الحمل المتعدد.
وجرى تجهيز غرفة العمليات واستنفار شعبة عناية حديثي الولادة وأطباء الأطفال، ومحاولة تأمين حواضن عناية بعدد الأجنة، ثم تم إجراء القيصرية بنجاح دون اختلاطات خلال الجراحة، واستخراج خمسة أجنة أحياء وجنين متوفى منذ شهرين بعمر 24 أسبوعًا، ووضعت المريضة بعد الجراحة تحت المراقبة المشددة لتفادي حدوث النزف.
ويعاني المواليد لتوائم سداسية من اختلاطات حول الولادة متعلقة بمشكلات الولادة المبكرة، مثل مشكلات التنفس، ونقص الوزن، ويحتاجون غالبًا لدعم وإنعاش وقبول في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.
وأوضحت الطبيبة أن حالة الأطفال العامة "مقبولة"، حيث أشرف أطباء الأطفال على الإنعاش فور خروجهم من الرحم، لكنهم لم يتمكنوا من تأمين أكثر من حاضنتين في المستشفى بسبب الضغط على قبولات الحواضن، وعدم توفر شواغر بسهولة في المستشفيات بسبب إغلاق العديد من المنشآت الطبية.
لا شواغر في الحواضن
وفق الطبيبة، تم التنسيق مع مستشفيات أخرى لتأمين شواغر لثلاثة أجنة، حيث تم تحويلهم إلى أكثر من مستشفى في ظل أزمة المنشآت الصحية في إدلب وإغلاق عدة مستشفيات دون إيجاد خطط بديلة لاستيعاب الأطفال حديثي الولادة في الحواضن.
من جهته، أكد المدير الإداري لمستشفى "شفق" التخصصي، محمود القدور، أن المستشفى يعاني حاليًا من نقص في الدعم وخاصة الأدوية والمستهلكات.
وأضاف أن الدعم سيتوقف عن قسم الأطفال نهاية أيار الحالي، أما قسم النسائية فسيتوقف الدعم عنه نهاية حزيران المقبل، ما ينذر بكارثة وتهديد بإغلاق المستشفى بشكل كلي، دون وجود أي وعود أو آمال لعودة الدعم وضمان عمل المستشفى وتقديمه الخدمات لعشرات المرضى يوميًا.
ويشهد مستشفى الأمومة التخصصي للنسائية والأطفال في مدينة إدلب ضغطًا يفوق طاقته الاستيعابية من حيث عدد المرضى والحالات الطبية اليومية، بسبب توقف الدعم عن عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية في إدلب وريفها، ما يشكل خطرًا على صحة الأمهات وحديثي الولادة.