الأربعاء, 24 سبتمبر 2025 06:05 PM

اعتداء على صور طالبات متفوقات في حماة: تعبير عن رفض نجاح المرأة

اعتداء على صور طالبات متفوقات في حماة: تعبير عن رفض نجاح المرأة

في مدينة “حماة”، أقدم مجهولون على تخريب وإحراق لوحات إعلانية كانت تحمل صوراً لطالبات متفوقات في الشهادة الثانوية، وذلك في إطار الاحتفاء بهن.

وذكر موقع “” أن مجهولين قاموا بإحراق إحدى صور الطالبات المتفوقات بالقرب من السكن الجامعي في المدينة. كما تم تشويه صور أخرى في أماكن مختلفة عن طريق طلائها باللون الأسود لتغطية وجوه الطالبات وأيديهن.

وقبل حوالي أسبوعين، شهدت مدينة “إدلب” حادثة مماثلة، حيث قام مجهولون بتشويه لوحة إعلانية تضم عدداً من الإعلاميين، من بينهم الإعلامية “نوار حسن”. وقد قام الفاعلون بطلاء صورة “نوار حسن” وحدها، بحجة أنها “غير محجبة”، بينما تركوا بقية صور الإعلاميين الرجال دون أي تشويه.

وقد تم تداول صور لمحادثات عبر مجموعات “واتساب” تضمنت تحريضاً ضد صورة الإعلامية ودعوات لتشويهها، وذلك بذريعة الحفاظ على مبادئ “إدلب” وشعبها.

هذه الحوادث تعكس شكلاً واضحاً من العداء لصورة المرأة، واعتبار ظهورها “عورة” تستوجب التشويه والإخفاء، والتكتم على حضورها وتفوقها ونجاحها الدراسي والمهني.

إن الطالبة المتفوقة التي تم تكريمها على جهودها ونجاحها وتميزها من خلال نشر صورتها ومجموعها في امتحانات الثانوية، بهدف التكريم والدعم المعنوي وخلق الحافز للاستمرار في التميز الدراسي، وجدت صورتها مشوهة أو محترقة بطريقة متخلفة تقلل من قدرات النساء وتعتبرهن عورة لا تستحق الافتخار بنجاحها.

كما أن الإعلامية التي درست ونجحت وتميزت وبدأت مشواراً مهنياً أوصلها إلى وسائل إعلام عالمية، وظهرت على الشاشات كمقدمة برامج في قناة مثل “الجزيرة”، وجدت صورتها في بلدها تتعرض للتشويه بحجة أنها “غير محجبة” وبالتالي “عورة”، على الرغم من أنها تظهر باستمرار في البرامج التلفزيونية، وربما يكون من قام بتشويه الصورة قد رآها مراراً عبر الشاشة، لكنه عجز عن منع وصول صورتها إلى الناس.

تثير هذه الحوادث مخاوف الكثير من السوريين بشأن معاداة النساء وتعميم أفكار ذكورية تنظر إلى المرأة بدونية، وربط ذلك بفكر متشدد يحاول المساس بهوية البلاد، بدلاً من السعي نحو تعزيز مكانة المرأة السورية ودعم تفوقها ونجاحها والإيمان بقدراتها وتقدير تضحياتها على مر السنين.

مشاركة المقال: