الأحد, 22 يونيو 2025 07:49 PM

القنيطرة تواجه أزمة جفاف متفاقمة: مزارعون يتهمون إسرائيل بالسيطرة على مصادر المياه

القنيطرة تواجه أزمة جفاف متفاقمة: مزارعون يتهمون إسرائيل بالسيطرة على مصادر المياه

عنب بلدي – بيسان خلف

"العوض على الله"، بهذه الكلمات عبّر المزارع عصام عثمان، من بلدة جباتا الخشب في القنيطرة، عن خسارته لنصف محصوله الزراعي من الأشجار المثمرة والخضار، نتيجة لنقص مياه الري التي تصلهم من السدود التابعة لسد "المنطرة"، الذي تسيطر إسرائيل على جزء منه. وأضاف عثمان: "نحن أبناء القنيطرة لا نملك عملًا سوى الزراعة، ولقمة عيشنا على مدار السنة مرهونة بالزراعة".

يشكو العديد من المزارعين في قرى وبلدات القنيطرة من أزمة نقص مياه الري المتفاقمة في المحافظة. ويشير عصام إلى أنه لا يستطيع شراء المياه من الصهاريج بشكل أسبوعي بسبب ارتفاع أسعارها، حيث يبلغ سعر صهريج المياه في القنيطرة 80,000 ليرة للخمسة براميل، وذلك لري المحاصيل وسقاية المواشي. أما فواز الصالح، من بلدة كودنة، فيضطر لشراء المياه من الصهاريج بتكلفة 400,000 ليرة أسبوعيًا حتى لا يخسر محصوله السنوي من الأشجار المثمرة والفواكه الموسمية.

تسببت خسارة الموسم في أزمة اقتصادية لعائلات المزارعين في المنطقة، حيث يعتمد معظم الأهالي على زراعة الخضار وتربية المواشي كمصدر رزق رئيسي.

الاحتلال يسيطر على السدود

أرجع معظم مزارعي القنيطرة، الذين التقتهم عنب بلدي، أزمة نقص المياه إلى سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على سد "المنطرة" الرئيس، الذي يعتبر ثاني أكبر سد في سوريا، ويغذي سدود محافظات الجنوب السوري. ووفقًا للأهالي في القنيطرة، فإن قوات الاحتلال، منذ سيطرتها على سد "المنطرة" في 2 من كانون الثاني الماضي، تمنعهم من الوصول إليه أو استخدامه، حيث تم بناء ساتر ترابي بطول ما يقارب ثلاثة إلى أربعة أمتار في محيط السد.

وقال ناشط في القنيطرة، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، لعنب بلدي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي سيطرت أيضًا على سد "رويحينة"، مما سيزيد من أزمة نقص مياه الري في القنيطرة. ويُذكر أن سد رويحينة هو سد مائي قديم يقع في محافظة القنيطرة في سوريا، على وادي الرقاد.

مدير ري القنيطرة يوضح

أوضح مدير الري في القنيطرة، بسام الشمالي، لعنب بلدي، أن إسرائيل أبقت سد "المنطرة" مفتوحًا أمام الفنيين والعاملين في قطاع المياه، ومنعت فقط الأهالي من الدخول إلى محيط السد، فالنقطة العسكرية التي وضعتها إسرائيل هناك تقع على مسافة 200 متر غربي السد، لكنها تثبت آليات ثقيلة وسيارات في محيطه، وفي بعض الأحيان يتم التوغل إلى ما بعد السد ثم التراجع.

وأرجع الشمالي سبب أزمة الري في القنيطرة إلى مشكلة الجفاف الاستثنائية التي تعاني منها سوريا، حيث كان السد يحتوي على 18 مليون متر مكعب من المياه العام الماضي، ولم يبقَ منها الآن سوى 4 ملايين متر مكعب، لأن السد يغذي كامل المنطقة الجنوبية. وأكد الشمالي أن لدى مديرية مياه القنيطرة خطة إسعافية لتغذية المناطق القريبة مرة كل أسبوع، أما المناطق البعيدة فيتم تغذيتها مرتين خلال الشهر. وتولي مديرية الري الاهتمام بالأشجار المثمرة والخضار وسقاية المواشي، أما الأشجار الموسمية، فيعتبر الشمالي أنها مسؤولية المزارعين.

وأضاف الشمالي: "لا نستطيع فتح المياه كما يريد المزارع، لأنها ربما تنفد خلال شهر"، ما يزيد من المعاناة، أما خطة التغذية الإسعافية التي اعتمدتها المديرية فتكفي المزارعين لمدة أسبوع على الأقل. وحول توغل إسرائيل في محيط السد، أوضح الشمالي أنه "في حال منعتنا إسرائيل من الدخول إلى سد المنطرة وفتحه، فإننا أمام كارثة مائية من العيار الثقيل"، إذ يعتبر العصب والخزان الرئيس المغذي لكامل سدود درعا والقنيطرة.

تعرضت بلدة كودنة وبعض البلدات المجاورة في ريف القنيطرة الجنوبي لنقص في مياه الشرب، بعد سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على تلّي أحمر غربي وأحمر شرقي، حيث توجد قربهما منابع لمياه الشرب. وفي وقت سابق، قال العامل في شبكة مياه كودنة، محمد الفواز، لعنب بلدي، إن القوات الإسرائيلية بعد سيطرتها على تلّي أحمر غربي وأحمر شرقي دمرت بئر مياه الشرب ومنعت الموظفين من الاقتراب إلى المضخات خلال كانون الثاني وشباط الماضيين. بعد المنع، سمحت القوات الإسرائيلية للموظفين بالدخول إلى مضخات الشرب من الساعة الثامنة صباحًا حتى الرابعة مساء، الأمر الذي عاق تشغيلها ليلًا ما أدى إلى حرمان السكان من ساعات طويلة من التشغيل.

مشاركة المقال: