الخميس, 23 أكتوبر 2025 12:52 AM

الناتو يجري اختبارات لقدراته النووية وسط تصاعد التوترات مع روسيا: مناورات "ستيدفاست نون" في قلب الحدث

الناتو يجري اختبارات لقدراته النووية وسط تصاعد التوترات مع روسيا: مناورات "ستيدفاست نون" في قلب الحدث

في خطوة تهدف إلى اختبار نظام الأسلحة النووية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في حال الحاجة إلى استخدامها كحل أخير، انطلقت مقاتلة هولندية من طراز إف-35، الثلاثاء، من قاعدة فولكل الجوية في هولندا، في مناورة لم تكن محملة بقنبلة نووية.

تأتي هذه المناورة، التي تحمل اسم "ستيدفاست نون"، في وقت يشهد توترات متزايدة، خاصة بعد توغلات عدة لطائرات مسيّرة روسية في المجال الجوي لدول في حلف شمال الأطلسي، مما يتيح للحلف إظهار كامل قدراته واستعداداته.

ولأول مرة هذا العام، سمح حلف شمال الأطلسي لمجموعة صغيرة من الصحافيين، بينهم مراسل لوكالة فرانس برس، بمتابعة المناورة التي تستمر أسبوعين، ويشارك فيها أكثر من 70 طائرة من 14 دولة ونحو ألفي عنصر، حول بحر الشمال.

وتعتبر هذه الدعوة الموجهة إلى الصحافة نقطة تحوّل في نهج الحلف الذي لطالما اعتمد ثقافة عسكرية شديدة التحفظ، حيث لم يكن يعلن عن أسماء مناوراته قبل أربع سنوات فقط.

يقول المسؤول عن العمليات النووية في الحلف، دانيال بانش: "لطالما تجنّبنا الحديث عنها، لكن حان الوقت بالتأكيد لتعزيز توعية الرأي العام".

ويضيف: "الهدف من المناورة ليس استعراض القوة، بل أداء مهمتنا بجدية، والخروج إلى الميدان، واستعراض النطاق الكامل للإمكانات التي يمتلكها الحلف".

وردّا على سؤال لمعرفة إن كان هدف المناورة استعراض قدرات الحلف حيال موسكو، يقول المسؤول عن السياسات النووية في الحلف، جيم ستوكس: "ليس بالضرورة".

ويضيف: "نريد أن يفهم الجميع أننا حلف نووي مسؤول، وشفاف قدر الإمكان، وأننا لا نتصرف بعدوانية".

إلا أن لهذه الشفافية حدود، نظرا إلى الطبيعة الحساسة جدا لهذه العمليات.

وشاهد الصحافيون سرب من الطائرات المقاتلة الألمانية والهولندية، القادرة على حمل رؤوس نووية، وهي تقلع، لكن لم يُسمح لهم برؤية طواقمها وهي تتدرب على تحميل القنابل الوهمية.

يعتمد الردع النووي لحلف الناتو على الأسلحة الأميركية المنتشرة في قواعد عدة في أوروبا. وعلى الرغم من الشكوك التي أُثيرت حول استمرار هذا الدعم خلال رئاسة دونالد ترامب، يشدد المسؤولون على أنّ شيئا لم يتغير في هذا الخصوص.

يقول بانش: "برأيي يجب ألا يشكك أحد في دور الولايات المتحدة".

بالنسبة إلى المشاركين في المناورة، فإن عبء هذا التدريب القائم على استخدام الأسلحة المدمرة، ثقيل جدا.

يقول الضابط الهولندي برام فيرستيغ: "إنه تدريب شاق وصعب. من الواضح أنه أعلى مستوى من العنف يمكن أن يمارسه طيار".

ويضيف: "يعتمد الردع على ثلاثة عناصر: الكفاءة، والمصداقية، والقدرة على التواصل".

ويتابع: "ليس لدي أدنى شك في أنّ فرقي على قدر التحدي".

مشاركة المقال: