الخميس, 23 أكتوبر 2025 12:52 AM

الهلال الأحمر القطري يطلق مشروعًا حيويًا لغسيل الكلى ودعم مرضى السرطان والتغذية في سوريا

الهلال الأحمر القطري يطلق مشروعًا حيويًا لغسيل الكلى ودعم مرضى السرطان والتغذية في سوريا

أطلق الهلال الأحمر القطري مشروعًا لتوفير خدمات غسيل الكلى الطارئة في سوريا، بهدف دعم وضمان استمرارية الرعاية الطبية المنقذة لأرواح الآلاف من مرضى القصور الكلوي. يأتي هذا المشروع بتمويل من إدارة شؤون الزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، وقد بدأ تنفيذه يوم الأربعاء 22 من تشرين الثاني.

يشمل المشروع تزويد 80 مستشفى ومركزًا متخصصًا في مختلف المناطق السورية بأكثر من 70 ألف حزمة غسيل كلى، وذلك لخدمة ثلاثة آلاف مريض بمعدل ثلاث جلسات أسبوعيًا لكل مريض على مدار شهرين. تتكون الحزمة الواحدة من محاليل غسيل كلى، ومحاليل طبية، وأنابيب نقل دم، وفلتر غسيل كلى، وإبر طبية، ومستلزمات تعقيم.

تتولى فرق الهلال الأحمر القطري عمليات التوريد والتوزيع وفق آلية دقيقة تضمن الجودة بحسب المعايير المعتمدة من وزارة الصحة السورية، مع التنسيق الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري لتسهيل إيصال حزم غسيل الكلى إلى المستشفيات والمراكز المستهدفة. وتقدم منظمة الصحة العالمية الدعم الفني من خلال تحديد الاحتياجات الفعلية والمواصفات التقنية للمستلزمات الطبية.

أوضح الهلال الأحمر القطري أن أثر المشروع لا يقتصر على توفير المستلزمات الطبية فحسب، بل يمتد ليشمل خفض معدلات الوفيات والمضاعفات الصحية، ودعم استقرار الخدمات الصحية الأساسية، وتقليل الضغط على الموارد المحدودة المتاحة، إضافة إلى تعزيز ثقة المرضى بالمرافق الصحية الحكومية، وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل أسرهم من خلال تقديم هذه الخدمات مجانًا أو بأسعار مدعومة.

مدير المكتب التمثيلي للهلال الأحمر القطري في تركيا، مازن عبد الله، صرح بأن هذا المشروع يمثل خطوة حيوية لضمان استمرار جلسات غسيل الكلى للمرضى في سوريا، مؤكدًا أن أي انقطاع في هذه الخدمة قد يعرض حياتهم للخطر المباشر. وأضاف أن الهلال الأحمر القطري يعمل بتنسيق كامل مع شركائه المحليين والدوليين لضمان وصول المستلزمات الطبية في الوقت المناسب إلى المستشفيات والمراكز المستهدفة.

واعتبر أن التدخل يأتي في وقت تواجه فيه مرافق غسيل الكلى في سوريا أزمة متفاقمة، حيث تشير التقارير الصادرة عن لجنة العناية بالكلى في وزارة الصحة السورية إلى وجود نقص حاد في المستلزمات والأجهزة الطبية، مع وجود حاجة ماسة لتأمين نحو 63 ألف جلسة غسيل كلى شهريًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات، إلى جانب العجز في أكثر من 500 جهاز غسيل كلى، وضرورة استبدال 30 محطة معالجة مياه.

مشروع ثان لعلاج مرضى السرطان

أطلق الهلال الأحمر القطري مشروع "جسور الشفاء والأمل 2"، بهدف توفير الأدوية الكيماوية والمناعية والهرمونية عالية التكلفة، لعلاج مرضى السرطان المسجلين في مراكز الأورام بشمال سوريا، لمدة خمسة أشهر، وذلك في إطار جهوده الإنسانية للتخفيف من معاناة مرضى السرطان في سوريا. وأعلن الهلال القطري، في بيان، في 10 من آب الماضي، أن المشروع سينفذه بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ومديريتي الصحة في محافظتي إدلب وحلب.

يتضمن المشروع توريد وتوزيع كميات من الأدوية الأساسية لعلاج السرطان، يستفيد منها بشكل مباشر 112 مريض سرطان على مدار 5 أشهر، و560 مستفيدًا غير مباشر من أسر المرضى والمجتمع المحلي. وشمل المشروع العلاجات الكيماوية والمناعية، إلى جانب متابعة توزيعها وضمان جودتها.

وذكر الهلال أن المشروع يأتي استجابة للفجوة الكبيرة في خدمات الرعاية الصحية التخصصية في مناطق الشمال السوري، والتي تفاقمت بسبب طول أمد النزاع، وارتفاع أسعار الأدوية بشكل لا يستطيع المرضى تحمل تكاليفها.

مشروع للتغذية العلاجية

أعلن الهلال الأحمر القطري في 17 من حزيران الماضي، عن بدء تنفيذ مشروع "تحسين الوصول إلى برامج التغذية الشاملة وتغذية الأطفال والرضع في حالات الطوارئ"، في شمال غربي سوريا، بدعم من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وتوقع "الهلال"، في بيان له، أن يصل المشروع إلى أكثر من 212 ألف مستفيد مباشر، في 26 موقعًا من قرى ومخيمات النازحين، من بينهم حوالي 80 ألف طفل و60 ألف امرأة حامل أو مرضع.

يعمل المشروع على الكشف المبكر عن حالات سوء التغذية الحاد، من خلال إجراء الفحوصات، وتوفير المكملات الغذائية الوقائية، وإحالة الحالات الشديدة والمعقدة إلى مراكز العلاج المتخصصة، إلى جانب تقديم خدمات التغذية المجتمعية، وفقًا للبروتوكولات المعتمدة، وإجراءات التشغيل القياسية المعمول بها في حالات الطوارئ.

مشاركة المقال: