الإثنين, 30 يونيو 2025 01:05 AM

تباين الآراء حول مؤتمر السويداء العام: تفاؤل ومقاطعة وانتقادات للتمثيل

تباين الآراء حول مؤتمر السويداء العام: تفاؤل ومقاطعة وانتقادات للتمثيل

السويداء – ريان الزاقوت: شهدت محافظة السويداء انقسامًا في الآراء حول "مؤتمر السويداء العام" الذي انعقد في 17 حزيران الحالي، بمشاركة حوالي 100 مكوّن من تيارات سياسية ونقابات وفعاليات دينية واجتماعية.

عبّر العديد من المهتمين بالشأن العام عن تفاؤلهم وتأييدهم لأعمال المؤتمر ومخرجاته، معتبرين إياه خطوة إيجابية قد تساهم في إخراج السويداء من "حالة الاستعصاء". في المقابل، رأى عدد من الناشطين والفاعلين أن المؤتمر اتسم بالتفرد واحتكار القرار والتمثيل، وانتقدوا آليات العمل والدعوة إليه.

في 21 حزيران، أعلن المؤتمر العام عن مخرجاته وتوصياته لعرضها على الحكومة السورية في دمشق، حيث توافق المؤتمرون على مخرجات وتوصيات انقسمت إلى ثلاثة محاور أساسية: سياسية، خدمية، وسلم أهلي.

ضيق الوقت ومحدودية المدعوين

يعتبر ناشطون، من بينهم ياسر شقير، أن المؤتمر ناجح على كافة المستويات وأن المخرجات "توافقية"، مشيرًا إلى حضور ممثلين عن التيارات السياسية والزعامات الدينية والمجتمع الأهلي والشباب.

تتفق المحامية عليا القنطار مع رأي ياسر، مؤكدة أهمية الحوار وحاجة المجتمع إلى أجواء الديمقراطية منذ زمن بعيد. لكنها ترى أن النقاط السلبية في المؤتمر تمثلت في ضيق الوقت ومحدودية عدد المدعوين، رغم أن "الجميع في السويداء لديهم نفس المطالب"، على حد قولها. وأشارت القنطار إلى ضرورة انخراط السويداء بالدولة السورية، ودعم الأمانة العامة المنبثقة عن المؤتمر لتقوم بأعمالها، معتبرة أن هذا المؤتمر نقطة تحول في السويداء وبداية لخطوة مشابهة بمشاركة جميع المحافظات السورية.

من جهته، قال الناشط السياسي سليمان الدبس لعنب بلدي، إن مجرد انعقاد المؤتمر يعد خطوة إيجابية، معتبرًا أن نجاحه سيكون جيدًا وفشله سيكون حافزًا لتصحيح مساره.

وكان عضو الأمانة العامة عمر الزاقوت، ذكر في حديث سابق لعنب بلدي، أن المؤتمر كان منظمًا وضم عددًا جيدًا من فئة الشباب، وكانت لهم فرصة المداخلة والتمثيل ضمن الأمانة العامة.

مقاطعة وانتقاد آلية التمثيل

انتقد المحامي والناشط مهند بركة آلية التمثيل والدعوات "الشخصية" إلى المؤتمر، بحسب وصفه، قائلًا في منشور عبر صفحته على "فيسبوك"، إن "الحوار وتبادل الأفكار أمر مطلوب وحالة صحية، بشرط أن تُبنى على أسس سليمة وبآليات عمل صحيحة".

من جانبها، أصدرت حركة "رجال الكرامة"، أكبر تشكيل عسكري في السويداء، بيانًا في 17 حزيران الحالي، أعلنت من خلاله مقاطعة المؤتمر، نتيجة ما اعتبرته "إقصاء للصوت الوطني واحتكارًا للقرار"، وفقًا للبيان. وجاء في البيان: "كانت نيتنا من المشاركة التأكيد على الثوابت الوطنية: وحدة الأراضي السورية، ورفض أي مشروع للتقسيم، ورفض كافة أشكال التدخلات والمشاريع الخارجية، وتصحيح المسار بما يعيد للسويداء دورها الوطني، كشريكة أصيلة في الدفاع عن وحدة سوريا وكرامة شعبها".

وأعقب بيان حركة "رجال الكرامة" امتناع ممثل الحركة عن المشاركة، لعدم تخصيص كلمة للتشكيل ضمن أعمال المؤتمر. كذلك، شهد المؤتمر انسحاب ممثل الأمير حسن يحيى الأطرش، "لأسباب بروتوكولية"، تمثلت بتأخير موعد كلمة الأطرش في المؤتمر.

الأمانة العامة توضح

عضو الأمانة العامة المهندس ضاحي الدبس، قال لعنب بلدي، إن المؤتمر ضم ممثلين عن 52 تيارًا سياسيًا في المحافظة، وممثلين عن النقابات والتجمعات المدنية والشبابية ورجال الدين، تعقيبًا على انتقاد آلية التمثيل والدعوة. وأضاف الدبس أن صياغة مخرجات المؤتمر "تمت بواسطة مختصين، بعد مقاطعة جميع المداخلات والأوراق في المؤتمر".

وقال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر خالد الضلي، عبر صفحة "الملتقى المدني" في السويداء، إن دعوات حضور المؤتمر وُجهّت إلى جميع المكونات، على أن يقوم كل مكوّن بترشيح ممثل عنه، يكون له الحق بتقديم مداخلة مختصرة. وأشار إلى أن الفرصة متاحة أمام الجميع لتقديم أي مقترحات من شأنها تطوير وتصويب العمل.

خطوات أولى للأمانة العامة

انبثقت الأمانة العامة عن مؤتمر السويداء العام، في 17 حزيران الحالي، وأعلنت مخرجات المؤتمر في 21 من الشهر نفسه، على أن تكون مسؤولة أمام الهيئة العامة للمؤتمر. وأعقب ذلك إعلان الأمانة العامة انعقاد الاجتماع الأول للأعضاء، بحضور المنسّق العام للمؤتمر فراس العيسمي، وأحد أعضاء اللجنة التحضيرية.

وذكرت الأمانة العامة أنه تم الاتفاق على هيكلية الأمانة العامة وآلية تسيير أعمالها، مع التركيز على تعزيز التواصل مع الجهات التي عارضت المؤتمر سابقًا، بهدف تفهّم مواقفها وإشراكها في المسار المستقبلي.

وبيّن المهندس ضاحي الدبس لعنب بلدي أن الأمانة العامة شكّلت ثلاث لجان هي "لجنة السلم الأهلي، اللجنة الخدمية، واللجنة السياسية"، مضيفًا أن كل لجنة ستعمل على وضع قواعد وخطة عملها، إضافة إلى برنامج زمني.

مشاركة المقال: