الخميس, 11 سبتمبر 2025 10:22 PM

تراجع حاد في إنتاج الزيتون بسوريا: توقعات بانخفاض يصل إلى 35% بسبب التغيرات المناخية والتعديات

تراجع حاد في إنتاج الزيتون بسوريا: توقعات بانخفاض يصل إلى 35% بسبب التغيرات المناخية والتعديات

أثرت التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك الجفاف وانخفاض معدلات الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في أوقات غير معتادة، بشكل كبير على إنتاج الزيتون في سوريا، مما أدى إلى تراجعه. كما ساهمت التعديات على أشجار الزيتون، مثل الحرق والقطع والقلع، في هذا الانخفاض.

أوضح دياب صخوري، مدير المكتب الإعلامي في وزارة الزراعة، في تصريح لـ عنب بلدي، أنه من المتوقع انخفاض إنتاج الزيتون للموسم الحالي بنسبة 35% مقارنة بالموسم الماضي، حيث يقدر الإنتاج الأولي بحوالي 412 ألف طن. وأشار إلى أن حوالي 20% من هذه الكمية ستخصص لإنتاج زيتون المائدة، بينما سيستخدم الجزء الأكبر لاستخراج الزيت، والذي قد يصل إلى 65 ألف طن إذا كانت الظروف البيئية ودرجات الحرارة مناسبة.

وأضاف صخوري أن تراجع معدل الهطول المطري وارتفاع درجات الحرارة في فترات حرجة أثر سلبًا على عقد وتطور الثمار، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج. كما أشار إلى أن هذا الموسم يعتبر سنة "معاومة" للزيتون في معظم المناطق، بالإضافة إلى عدم قدرة المزارعين على توفير الخدمات الزراعية المناسبة.

نصائح وإرشادات

نصح صخوري المزارعين بمراقبة حقولهم لاحتمال الإصابة بـ"ذبابة ثمار الزيتون"، خاصة مع التطور المبكر للثمار نتيجة قلة الحمل هذا العام. وشدد على أهمية المراقبة الدائمة والتدخل في الوقت المناسب عند الحاجة، ومراقبة قراءات المصايد بعد تحديد العتبة الاقتصادية للإصابة من قبل الفنيين في الوحدات الإرشادية ودوائر الوقاية في مديريات الزراعة بالمحافظات.

كما أشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة خلال شهري تموز وآب حدّ من نشاط "ذبابة ثمار الزيتون"، بينما أثر الجفاف على انتشار ونشاط حشرة "حفار ساق التفاح"، خاصة في المناطق المزروعة بالأصناف الحساسة مثل "الزيتي" و"النبالي" و"الفرنتويو" الإيطالي.

وشدد على أهمية مراقبة درجة النضج المناسبة للقطاف بحسب الأصناف ومناطق الزراعة ونسبة الزيت في الثمار، ويفضل القطاف عند التلون بنسبة 60-70% للحصول على زيت بمواصفات جودة عالية. وتجنب القطاف المبكر أو المتأخر لتلافي أي خسائر في نسبة الزيت أو تلف الثمار.

مواعيد القطاف وأجور العصر

أوضح صخوري أن عمليات قطاف الزيتون في المناطق الساحلية تبدأ في نهاية شهر أيلول تقريبًا، بينما تبدأ في المناطق الداخلية في نهاية شهر تشرين الأول. وأشار إلى أن أجور العصر تحدد من قبل لجنة في كل محافظة، تضم أعضاء من مديريات الزراعة والصناعة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك وممثلين لغرف الصناعة والتجارة واتحاد الفلاحين.

تعتبر "ذبابة ثمار الزيتون" من أخطر الآفات التي تصيب أشجار الزيتون، وتشكل تهديدًا اقتصاديًا نظرًا لتأثيرها على جودة وكمية المحصول.

ما "ذبابة الزيتون"؟

أوضحت ربا المعلم، اختصاصية زراعة الزيتون وتكنولوجيا الزيت، أن هذه الحشرة تبدأ بالظهور في الحقول اعتبارًا من شهر نيسان، لكنها لا تضع البيوض قبل حزيران، خاصة في الظروف المناخية ذات الرطوبة العالية. وأشارت إلى أن "ذبابة ثمار الزيتون" حشرة صغيرة ذات لون أصفر كستنائي، وتعتبر من أبرز الحشرات وأكثرها خطورة على أشجار الزيتون.

وأضافت أن بعض الأصناف أكثر حساسية من الأخرى، وخاصة ذات الحجم الأكبر للثمار، وكذلك تصاب الأشجار المروية بصورة أشد من الأشجار البعلية. وأوضحت أنه يمكن تشخيص أعراض مبكرة على الثمار بعد أربعة أيام من وضع الأنثى للبيضة، وتظهر بصورة هالة نصف دائرية. أما الأعراض المتأخرة فتظهر بعد فقس البيض وبدء تغذي اليرقات على الثمار.

طرق المكافحة

أشارت المعلم إلى أن المكافحة تتم عبر عدة مراحل، تبدأ خلال العمليات الزراعية، وتحديدًا الفلاحة بعد القطاف، بالإضافة إلى جمع الثمار المصابة وإتلافها خلال الموسم. وشددت على أهمية مراقبة الأصناف الجاذبة للآفة، مثل "الدعيبلي" و"القيسي"، وتطبيق الرش الجزئي في الوقت المناسب.

وأضافت أن من طرق المكافحة أيضًا اتباع أسلوب الصيد الجماعي، باستخدام المصايد الجاذبة بنوعيها (مصايد ماكفيلد والمصايد البلاستيكية). وأوضحت أن المصايد الجاذبة تستخدم فيها مادة ثنائي فوسفات الأمونيوم، ويتم تعليقها بمعدل خمس في الدونم. وتراقب هذه المصايد أسبوعيًا لمعرفة محتواها من الذباب، ويبدل المحلول كل أسبوعين.

تعتبر أشجار الزيتون واحدة من أقدم المزروعات الموجودة في سوريا، وكانت سوريا تحتل المرتبة الرابعة عالميًا بين الدول المنتجة لزيت الزيتون من عام 2004 وحتى 2008، ليتراجع ترتيبها إلى المرتبة العاشرة خلال عام 2019. ويعتبر الزيتون من أهم المحاصيل في سوريا، إذ يتجاوز عدد أشجاره 101 مليون شجرة، منها حوالي 90 مليونًا مثمرة، ويسهم بنحو 3% من الدخل القومي للبلاد، ويوفر عملًا لنحو 300 ألف عائلة.

وبلغ الإنتاج من زيت الزيتون خلال موسم 2024، بحسب مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، 122 ألف طن، والاستهلاك المحلي 100 ألف طن، ما يعني وجود فائض للتصدير حوالي 22 ألف طن، بينما وصل إنتاج الزيتون النهائي للموسم المذكور إلى نحو 762 ألف طن، وخصص منه 20% لزيتون المائدة و80% لاستخراج الزيت.

مشاركة المقال: