الجمعة, 31 أكتوبر 2025 12:00 AM

تركيا تدرب وحدات من الجيش السوري ضمن اتفاقية تعاون لتعزيز القدرات الدفاعية

تركيا تدرب وحدات من الجيش السوري ضمن اتفاقية تعاون لتعزيز القدرات الدفاعية

أعلنت وزارة الدفاع التركية عن بدء تدريب وحدات من الجيش السوري الجديد في قواعدها العسكرية، وذلك باستخدام الأسلحة التركية، في إطار اتفاقية التعاون الموقعة بين الجانبين بهدف تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية لسوريا.

أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، خلال إحاطته الأسبوعية في 30 تشرين الأول، أنه في سياق التعاون الوثيق لتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية لسوريا، من المقرر أن يبدأ 49 طالبًا سوريًا تعليمهم في الأكاديميات العسكرية اعتبارًا من 31 تشرين الأول.

وأشار أكتورك، وفقًا لما نقلته وكالة "الأناضول"، إلى أن بعض وحدات الجيش السوري بدأت بالفعل بإجراء تدريبات عسكرية في ثكنات ومناطق تدريب القوات المسلحة التركية. وأكد المتحدث أن هذا الإجراء يأتي بناءً على طلب من الحكومة السورية، لتلبية احتياجات الجيش السوري في مجال "بناء القدرات".

وفي 22 تشرين الأول الحالي، أعلن وزير الدفاع السوري، اللواء مرهف أبو قصرة، عن إرسال بعثة من طلاب الضباط السوريين للدراسة في الكليات العسكرية في كل من جمهورية تركيا والمملكة العربية السعودية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والعسكري بين الدول الثلاث.

وأفاد المكتب الصحفي في وزارة الدفاع لعنب بلدي، بأن الوزارة تعمل على إعداد خطة لإيفاد بعثات تدريبية إلى عدد من الدول الصديقة، بهدف تطوير كفاءات الضباط واكتسابهم أحدث المعارف العسكرية والإدارية، بما يتماشى مع رؤية الوزارة في بناء جيش احترافي حديث قادر على مواكبة التطورات التقنية والميدانية.

وتأتي هذه البعثات بعد سلسلة من الزيارات والتنسيق التي أجراها وزير الدفاع مع وزارة الدفاع التركية، وتعتبر الأولى من نوعها منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وكل من أنقرة والرياض، بعد سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول 2024.

وكانت وزارتا الدفاع في سوريا وتركيا قد وقعتا اتفاقية في مجال التعاون العسكري، تتضمن دورات تدريبية وبرامج ومساعدات فنية تهدف إلى تعزيز وتطوير إمكانيات الجيش السوري. وقد جرى توقيع الاتفاقية خلال زيارة إلى تركيا قام بها وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة، حسين سلامة، حيث التقوا وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في 13 آب الماضي، وفقًا لما نشرته وزارة الدفاع السورية.

من جانبها، ذكرت وزارة الدفاع التركية أنه عقب الاجتماع الذي نوقشت فيه القضايا الدفاعية والأمنية الثنائية والإقليمية، وقع الوزير يشار غولر ووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة مذكرة "تفاهم مشتركة للتدريب".

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الاتفاقية تشمل التعاون العسكري بين البلدين، وتهدف إلى تعزيز قدرات الجيش السوري، وتطوير مؤسساته وهيكليته، ودعم عملية إصلاح قطاع الأمن بشكل شامل. وتشمل الاتفاقية، وفق "سانا":

  • التبادل المنتظم للأفراد العسكريين: للمشاركة في دورات تدريبية متخصصة، تهدف إلى رفع الجاهزية العملياتية وتعزيز القدرة على العمل المشترك.
  • تدريب على المهارات المتخصصة: برامج في مجالات مكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام، والدفاع السيبراني، والهندسة العسكرية، واللوجستيات، وعمليات حفظ السلام، وفقًا لأفضل الممارسات الدولية.
  • مساعدة فنية: إرسال خبراء مختصين لدعم عملية تحديث الأنظمة العسكرية، والهياكل التنظيمية، وقدرات القيادة.

وتأتي هذه الاتفاقية، وفق الوكالة، في إطار تطوير الجيش السوري من خلال تدريب عناصره بطريقة احترافية ووفق المعايير الدولية، بما يحد من مخاطر الانتهاكات التي قد ترتكبها الفصائل غير المدربة.

وتعتزم تركيا تزويد سوريا بمعدات عسكرية تشمل سيارات مصفحة وطائرات مسيرة ومدفعية وصواريخ وأنظمة دفاع جوي خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما نقلت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية عن مسؤولين أتراك، في 17 تشرين الأول. وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم بسبب حساسية الموضوع، إن المعدات ستُنشر في شمالي سوريا لتجنّب أي توتر مع إسرائيل في الجنوب الغربي، مشيرين إلى أن الخطوة تأتي ضمن تفاهمات أوسع مع الحكومة السورية بقيادة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لدعم جهوده في إعادة بناء الجيش السوري بعد الدمار الذي لحق بالترسانة العسكرية خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل.

وبحسب الوكالة، تهدف الشحنات التركية إلى دعم الرئيس السوري أحمد الشرع، وتوحيد البلاد تحت قيادته. وتخشى أنقرة، وفق التقرير، من تصاعد نفوذ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر على مناطق حدودية مدعومة من الولايات المتحدة، وتضمّ ضمن صفوفها وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) التي تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK).

وتأتي الخطوة التركية في وقت تسعى فيه أنقرة ودمشق إلى توسيع اتفاق أمني قائم منذ نحو ثلاثة عقود، يتيح لتركيا استهداف المقاتلين الكرد على طول الحدود السورية.

مشاركة المقال: